بقلم: يوسف الغريب
لقد برمج الجميع ساعته على التاسعة من مساء هذا اليوم.. موعد خطاب جلالة الملك محمّد السادس
ولم يقتصر الأمر على المواطنين المغاربة وهم يخلدون الذكرى 46 لعيد المسيرة الخضراء لتحرير الصحراء المغربية.. بل يمكن الجزم بأن الهيئات الدبلوماسية ببلدنا.. وبمختلف منابرها الإعلامية ومحلليها شاركونا لحظة التتبع والسماع للخطاب الملكي الذي يأتي في سياق إقليمي متوثر بعد البيان الرئاسي للنظام الجزائري وبمضامينه المشحونة بالحرب على بلدنا إلى جانب الشكاوي المرفوعة لدى بعض الهيئات الدولية والقارية
كان الجميع ينتظر أن يحمل الخطاب بعض الأجوبة او التوضيحات تلامس على الأقل فهم هذا التصابي والخرف لدى النظام الجزائري..
بقدر ما حمل الخطاب خيبة وذهول للخارج بقدر ما عزّز فينا جميعا كمغاربة روح الشهامة والنخوة وعزّة النفس وانت تسمع إلى قائد البلاد يخاطب المجتمع الدولي بهذا الوضوح والثقة في النفس كدولة وأمة تعلن خريطة العلاقات مع دول المعمورة وقف اللاءات الثلاث :
لا رجعة عن مغربية الصحراء
لا تفاوض خارج المقترح المغربي
لا شراكة مع مزدوجي المواقف
هو المغرب الآن..
مغرب ما بعد الگرگرات.. الذي يعتبر تحريرها من قطّاع الطرق آخر سطر من كفاحنا ونضالات شعبنا وتضحية جنودنا البواسل منذ 46 سنة خلت..
هو الخطاب الملكي الأوّل ما بعد الگرگرات.. وبنفس الانتصار الدبلوماسي والتنموي بأقاليمنا الجنوبية.. هو أيضا عنوان ملحمة ملك وشعب أقسموا على أن الصحراء المغربية هي مسألة وجود قبل أن تكون حدوداً..
قسم من جيل لجيل.. بدأه أجدادنا وآباؤنا بحمل القرآن وهم يخترقون السياج .. لنجعل منها اليوم ملتقى بين الضّفتين نحو إفريقيا..
جرأتنا اليوم وندّيتنا لم تكن هديّة أو منّة من أحد..
هي نتاج صمودنا وتضحياتنا قيادة وشعبا وفي ظروف قاسية خلال مرحلة التقويم الهيكلي وسنوات الجفاف وتكلفة الطاقة.. وصولا إلى ما سميّ بالسكتة القلبية..
كنّا سوق ابتزاز لخيراتنا..وتقويض لقرارنا…
لكننا لم نستسلم.. كي نأتي اليوم وبهذا النهوض التنموي.. و الجدارة السياسية لنقول للعالم وخاصة جيراننا الاروبيين التقليديين بأن زمن الابتزاز وازدراجية المواقف قد ولّى وإلى الأبد.. وأي علاقة اوشراكة لا تعترف بمغربية الصحراء نحن في غنى عنها..
هذا هو الإحساس الرائع الذي أهداه قائد البلاد إلى شعبه بهذه المناسبة
وتلك رسائل إلى الدول والانظمة المتقاسمة معنا حوض المتوسط وأكثر..
وتلك الأماني بالإزدهار والتطور لأشقائنا بالمغرب الكبير..
ومن ينتظر غير ذلك فأقترح عليه التأمل أكثر في ما قاله المرحوم الحسن الثاني ذات إجرام إنسانيّ
(.. إذا كان هذا كل ما يستطيع أن يفعله بومدين اتجاه مواطنينا.. فإني قادر على إرسال مواطنيه مقلوبين على ظهور الحمير..
لكني لم أفعل هذا.. لأنّ المغرب له جذور تاريخيّة وحضاريّة في العالم.. ولسنا بلداً يحكمه الطيش والتخلّف.)
بكل صدق :
هو إمتياز أن تكون مغربيّاً