الصٌَحافة _ جمال اسطيفي
ما إن عاد المنتخب الوطني من مصر وهو يجر أذيال الخيبة بعد إقصاء مفاجئ أمام منتخب بنين حتى سارع فوزي لقجع رئيس جامعة كرة القدم إلى سلسلة إعفاءات في المنتخب الأول شملت مسؤولين إعلاميين وإداريين وقد تطال الطاقم الطبي، في انتظار ترسيم الانفصال عن الطاقم التقني.
لم يقتصر الأمر على هذا الحد فقط، بل إنه تم إعفاء كل من محمد حران نائب الكاتب العام وعبد الرحمان البكاوي الكاتب العام للعصبة الاحترافية، وهنا لابد من طرح التساؤل عن علاقة محمد حران والبكاوي بالمنتخب الأول، ولماذا لم يطل الإعفاء مثلا الكاتب العام طارق ناجم، أم أن ظهر الأخير عريض جدا وله من يحميه.
إن إحداث التغيير في المنتخب الوطني الأول أمر مطلوب، كما أن أحداث تغييرات في الجامعة وفي منظومة عملها أمر جوهري.
لكن هل التغيير يتم بهذه الطريقة، فهؤلاء الأشخاص الذين تم التخلي عن خدماتهم، سواء اتفقنا أو اختلفنا معهم في طريقة عملهم، إلا أن الاستغناء عنهم بمكالمات هاتفية أمر فيه قلة ذوق وعدم اعتراف وعدم تحلي بالمسؤولية، وترسيخ لتدبير فردي تحركه الغضبات وليس العمل المؤسساتي.
بهذا المنطق الذي يربط تقييم عمل هذه المجموعة من الأشخاص بنتيجة مباراة في كرة القدم، فإن رئيس الجامعة ومعه مكتبه المديري وعصبته الاحترافية يجب أن يغادروا هم أيضا دفة التسيير، ويعلنوا عن جمع عام استثنائي لانتخاب رئيس ومكتب جديد.
قبل سلسلة الإعفاءات والطرد والاستعانة بمفوضين قضائيين، كان على رئيس الجامعة أن يتواصل مع الرأي العام ويقدم وجهة نظره في ما جرى، لأن التواصل يكون في لحظات الفوز والانتشاء ويكون أيضا في لحظات الانكسار والهزيمة، بل إنه لا معنى في هذه الحالة لصمت القبور، علما أن أعضاء المكتب المديري للجامعة عندما كان المنتخب الوطني يحقق الفوز تلو الآخر في دور المجموعات طلب منهم عدم الحديث إلى وسائل الإعلام وأن يتم الاقتصار على رئيس الجامعة فقط، قبل أن يتغير الوضع بعد ذلك، ويطلب منهم دعم الرئيس في محنة الإقصاء !!!
كان يجب أيضا مناقشة مستقبل المدرب هيرفي رونار وطاقمه المساعد، وكيف سيتم الانفصال، ولماذا يضمن العقد حقوق المدرب فقط، ولا يضمن حقوق الجامعة؟ وما الذي يجب القيام به لتجاوز هذا الوضع؟
بعد ذلك، كان يمكن أن يتم التغيير بشكل هادئ متزامنا مع تعيين الطاقم التقني الجديد، و شكر هؤلاء الأشخاص على الفترة التي قضوها مع المنتخب الوطني بسلبياتها وإيجابياتها، خصوصا أن ضمنهم متقاعدون، أنهوا عملهم الوظيفي قبل سنوات، أما المسؤولة الإعلامية فكان من الأفضل إسناد مهمة أخرى لها داخل قسم التواصل بدل طردها وقطع رزقها، وتكمل بالتالي عملها في إطار آخر بعيدا عن المنتخب الوطني.
ثم إن كل هذه التغييرات لا يمكن أن تتم في الظلام، دون شرح لحيثياتها وتفاصيلها في بلاغ رسمي.
*جمال اسطيفي: صحفي جريدة المساء