الصحافة _ كندا
في تطور غير مسبوق قد يُحدث نقلة نوعية في المشهد الجيولوجي والاقتصادي للمغرب، تم اكتشاف مكمن ضخم لمعدن القصدير بالقرب من مدينة مكناس، باحتياطي يُقدَّر بأكثر من 39 مليون طن، وهو ما يُمكن أن يحوّل المملكة إلى فاعل محوري في سوق المعادن الاستراتيجية عالمياً.
هذا المعدن، الذي يشكّل عصباً أساسياً في الصناعات التكنولوجية المتقدمة، من الإلكترونيات الدقيقة إلى السيارات الكهربائية والطاقة الشمسية، يُعد اليوم من بين أكثر الموارد ندرةً وطلباً، في ظل التحوّل العالمي المتسارع نحو الطاقات النظيفة والرقمنة. والمغرب، بهذا الاكتشاف، يُصبح مرشحاً قوياً لدخول نادي الكبار في مجال توريد المعادن الحيوية.
مصادر مطلعة أكدت أن استغلال هذا الاحتياطي الهائل سيتم باعتماد تقنيات صديقة للبيئة، مما سيساهم في دعم أهداف التنمية المستدامة، وفتح آفاق واعدة لخلق آلاف فرص الشغل وتحفيز الاستثمار الصناعي، خاصة في سلاسل الإنتاج المرتبطة بالتكنولوجيات الخضراء.
الخبراء يرون في هذا الاكتشاف نقطة تحوّل استراتيجية، تمنح المغرب ورقة قوة في التموقع داخل سلاسل الإمداد العالمية للمعادن ذات الاستخدامات الدقيقة، وتفتح أمامه أفقاً اقتصادياً جديداً، تتجاوز فوائده المحلية نحو تعزيز استقلالية أوروبا ودول أخرى عن مصادر المعادن التقليدية.