الصحافة _ كندا
في سابقة تُنذر بتشدد قضائي متصاعد تجاه مسؤولية المسيرين في حالات الإفلاس، قضت المحكمة التجارية بأكادير بتوسيع إجراءات التصفية القضائية الخاصة بشركة “وادي الصحراء”، المالكة لفندق Caribbean Village Agador، لتشمل مسيرها المباشر، رجل الأعمال إسحاق أوحيون، الذي بات مطالباً بأداء جزء من ديون الشركة من أمواله الخاصة وبشكل تضامني.
ولم يقتصر الحكم على التضامن المالي، بل شمل أيضاً تجريد أوحيون من الأهلية التجارية لمدة خمس سنوات، في خطوة تمنعه من تأسيس أو تسيير أي كيان تجاري خلال هذه الفترة، ما يشكل ضربة موجعة لموقعه في عالم الأعمال، ويجعل منه أول ضحايا الانهيارات الفندقية في أكادير بعد الجائحة.
فندق Caribbean Village Agador، الذي كان لسنوات من بين أبرز الوجهات السياحية في المدينة، تحول في الظرفية الأخيرة إلى عنوان للإفلاس، بعد أن تجاوزت ديونه عتبة 100 مليون درهم، متضمنة متأخرات ضريبية، أجوراً غير مصروفة، ومستحقات متراكمة لفائدة عدد من الممونين. ورغم تاريخه الحافل، وتوفيره لأكثر من 400 غرفة وخمسة مطاعم ومسابح ومرافق رياضية، إلا أن رهان “الإقامة الشاملة” لم يصمد أمام تداعيات الجائحة وسوء التدبير.
القرار القضائي يفتح الباب أمام مرحلة جديدة قد تشمل الحجز على ممتلكات أوحيون الشخصية، إضافة إلى أصول الشركة المفلسة، مع تزايد الحديث في أوساط السياحة والفندقة بأكادير عن احتمالية عرض الفندق للبيع في مزاد علني، لتسديد جزء من الديون الثقيلة التي خلفها انهياره.
ويأتي هذا التطور القضائي ليطرح من جديد إشكالية الحكامة داخل المؤسسات السياحية الكبرى، ومسؤولية المسيرين عن القرارات التي تقود إلى الإفلاس، في وقت تعاني فيه مدينة أكادير من هشاشة العرض الفندقي وتراجع الاستثمارات الجديدة.