الصحافة _ كندا
رغم التقلبات المناخية والضبابية السياسية، فجّر البطيخ المغربي مفاجأة إيجابية مع انطلاقة قوية لحملة التصدير نحو الأسواق الأوروبية، في مقدمتها السوق الفرنسية التي تعرف هذه الأيام طلباً مرتفعاً مقابل عرض متراجع على مستوى حوض المتوسط.
تقرير صادر عن منصة “فريش بلازا” المتخصصة في تتبع أسواق الفواكه والخضروات، كشف أن أولى شحنات البطيخ انطلقت من الداخلة بين 10 و15 مارس، على أن تلتحق منطقة مراكش بالإنتاج تدريجياً مع بداية أبريل، بعد بداية موسم باردة وغير معهودة في المنطقة.
جيروم جوسيران، رئيس مجموعة “Force Sud”، أوضح أن المغرب يعيش حالياً مرحلة انتقالية بين قطبين إنتاجيين رئيسيين: الداخلة ومراكش، حيث يُنتظر أن يستمر إنتاج الداخلة إلى أواخر أبريل، بينما بدأت أولى عمليات الجني في مراكش داخل البيوت البلاستيكية.
ورغم أن الانطلاقة لم تكن في الموعد المعتاد، خاصة في الأقاليم الجنوبية، بسبب ما وصفه التقرير بـ”الضبابية السياسية” حول إنتاج صنف “شارونتيه”، فإن جودة المحصول هذا الموسم تبدو أفضل من سابقه، مع تراجع الهجمات الحشرية خاصة من حشرة المنّ، مما منح الفاكهة نضجاً أعلى وجودة تنافسية قوية.
عامل المناخ لعب دوراً مزدوجاً هذا العام: تأخر في الإنتاج محلياً، لكنه في المقابل رفع الطلب على الصعيد الأوروبي، خصوصاً بعد أن عرفت فرنسا درجات حرارة معتدلة ساعدت على انتعاش الاستهلاك، في وقت تعاني فيه بلدان كإسبانيا وفرنسا نفسها من تراجع حاد في المساحات المزروعة بالبطيخ، وتأخر في التلقيح الزراعي.
في هذا السياق، يبرز المغرب كلاعب رئيسي يفرض إيقاعه على السوق، بفضل جودة محصوله واستقرار سلسلته الإنتاجية مقارنة بجيرانه المتوسطيين. وإذا استمر هذا المنحى، فقد يتحول الموسم الحالي إلى نقطة تحوّل في موقع المملكة على خارطة تصدير الفواكه الصيفية نحو أوروبا، في ظرفية تعرف نقصاً وتراجعاً لدى كبار المنتجين.
