الصحافة _ كندا
أثار الإعلامي رضى الطاوجني، عبر تدوينة على صفحته بموقع فيسبوك، قضية خطيرة تتعلق بتوزيع منتجات الألبان في ظروف تهدد الصحة العامة. وقال الطاوجني إنه وقف شخصيًا، يوم الأحد، على شاحنتين تابعتين لشركة “جودة” بأكادير وضواحيها، تقوم بتوزيع الحليب ومشتقاته في حرارة تتجاوز 42 درجة مئوية، دون أن تكون أجهزة التبريد داخل الشاحنات في حالة تشغيل.
وكتب الطاوجني بلهجة غاضبة: “نقولو الشركة ممسوقاش، لكن أين مراقبة السلطات المحلية؟” مضيفًا أن ما شاهده هو “الهبال ”، معتبرًا أن هذا الوضع قد يجعل المنتجات غير صالحة للاستهلاك البشري.
هذه الحادثة تطرح أكثر من علامة استفهام حول مدى احترام معايير السلسلة الباردة (chaîne du froid) في توزيع المنتجات الغذائية الحساسة، خصوصًا في ظل موجات الحرارة المرتفعة التي تعرفها عدة مناطق بالمغرب. فالقوانين الصحية تلزم المنتجين والموزعين بضمان نقل وتخزين الحليب ومشتقاته في درجات حرارة مضبوطة للحفاظ على جودتها وسلامتها، وأي إخلال بهذه الشروط يعرض المستهلك لمخاطر التسمم الغذائي.
غياب تدخل فوري من السلطات المحلية أو مصالح المراقبة الصحية، كما أشار الطاوجني، يعكس ضعفًا في آليات الرقابة الميدانية، ويطرح السؤال حول نجاعة جهاز التفتيش الغذائي، ودور مكاتب السلامة الصحية في تتبع عمليات التوزيع، وليس فقط مراقبة وحدات الإنتاج.
كما أن الحادثة تعيد فتح النقاش حول مسؤولية الشركات الكبرى في الالتزام الصارم بالمعايير، وضرورة فرض غرامات وعقوبات رادعة في حال الإخلال بها، حماية لحق المستهلك في منتوج آمن وصحي.
في ظل هذا الواقع، تبدو الحاجة ملحة إلى اعتماد نظام رقمي لتتبع درجات حرارة النقل المبرد، وربطها بمنصات مراقبة آنية، بما يضمن الشفافية ويغلق الباب أمام الممارسات التي قد تمس بصحة المواطنين.
