الصحافة _ كندا
يبدو أن حزب الأصالة والمعاصرة قرر فتح مبكر لأوراقه الانتخابية، إذ احتضنت مدينة بني ملال، السبت، ندوة وطنية تحت عنوان “الجهوية المتقدمة: واقع وآفاق”، تحوّلت في مضمونها، بحسب عدد من المراقبين، إلى أولى إشارات انطلاق حملة انتخابية ميدانية قبل الموعد المحدد لسنة 2026.
الندوة التي أطرها كبار مسؤولي الحزب، من بينهم رئيسة المجلس الوطني نجوى ككوس، ووزير الإدماج الاقتصادي يونس السكوري، وكاتب الدولة في الإسكان أديب ابن براهيم، عرفت أيضًا حضور عدد من أعضاء المكتب السياسي، أبرزهم عادل بركات وخليد حاتيمي ومولاي هشام المهاجري، في مشهد سياسي يحمل بصمة تعبئة تنظيمية مبكرة استعدادًا للمعركة المقبلة.
غير أن الغياب اللافت في هذا الموعد الحزبي كان لهشام صابري، كاتب الدولة الجديد في وزارة التشغيل، ونائب الحزب عن دائرة بني ملال. غياب لم يمر دون أن يثير علامات استفهام حول علاقته بمحيط وزاري ينتمي لنفس اللون السياسي، خاصة أن المناسبة كانت محلية وبحضور زعامات بارزة من الحزب.
ووسط هذه التحركات، برزت مداخلة أحمد أخشيشن، عضو المكتب السياسي ورئيس أكاديمية الحزب، الذي دعا إلى تبني الجهوية المتقدمة كخيار استراتيجي للتنمية، مشددًا على أن حزب الأصالة والمعاصرة كان دائمًا في طليعة المدافعين عن القضايا الوطنية الجوهرية.
في الاتجاه ذاته، عاد مولاي هشام المهاجري، العائد إلى المكتب السياسي، إلى الواجهة بخطاب حماسي، أكد فيه أن النخبة التي أسست الحزب فضّلت الشارع والميدان بدل التمترس خلف المناصب، في إشارة سياسية محمّلة بدلالات، خاصة أنه كان أول المطرودين من قيادة الحزب بعد تشكيل الحكومة، بسبب مواقفه المزعجة عندما كان يرأس لجنة الداخلية بمجلس النواب.
وتأتي هذه الندوة في سياق تتصاعد فيه وتيرة تحركات حزب “التراكتور” على مستوى الجهات، بما يشبه – وفق تعبير عدد من المتابعين – “حملة انتخابية سابقة لأوانها”، تضع الأصالة والمعاصرة في موقع الممهد مبكرًا للعودة القوية، سواء لتثبيت مواقعه داخل الحكومة أو لمنافسة شرسة على مواقع القرار الترابي في 2026.