الصحافة _ وكالات
بيان مثير للجدل ذاك الذي وقعته أحزاب عربية ضمنها حزبان مغربيان، في إطار ما يعرف بـ”الجبهة العربية التقدمية، لـ”إدانة التدخل التركي في ليبيا”، وهو البيان الذي تعترف فيه هذه الأحزاب ضمنيا بدعمها للجنرال المتقاعد، خليفة حفتر، وفق ما يراه متابعون.
ولم يقف البيان الذي تم توقيعه الأسبوع الماضي في تونس، عند هذا الحد بل تجاوزه إلى حد اتهام حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا بأنها واقعة تحت سيطرة جماعة الإخوان المسلمين، وأنها فتحت الطريق أمام ما وصفه بـ”الاحتلال التركي”.
وقالت الهيئات الحزبية الموقعة على البيان، والتي يوجد ضمنها حزبي الطليعة الديمقراطي الاشتراكي والمؤتمر الوطني الاتحادي المغربي، إن ليبيا “تعيش منذ 2011 على وقع تدخل خارجي أطاح بالدولة ومؤسساتها وفتح الباب على صراعات داخلية وانتشار واسع للجماعات الإرهابية والجريمة المنظمة، وقد تفاقم الوضع مؤخرا بعد استدعاء حكومة الوفاق التي تسيطر عليها جماعة الإخوان المسلمين للتدخل التركي لإحكام قبضتها على العاصمة طرابلس وعموم الغرب الليبي كخطوة باتجاه التقسيم”.
وبحسب الأحزاب الـ38، فقد “استغلت الدولة التركية خيانة وعمالة جماعة الإخوان اتفاقية احتلال على الشعب الليبي وبدأت بمقتضاها بتحويل ألاف المرتزقة والإرهابيين الذين استعملتهم في تدمير سوريا إلى الأراضي الليبية”. معلنة دعمها للشعب الليبي في مواجهة ما أسمته بـ”الاحتلال التركي والجماعات الإرهابية التي يدعمها والتي تعيث فسادا في أكثر من قطر عربي خاصة ليبيا وسوريا، في محاولة يائسة لاستعادة الماضي العثماني البغيض في الهيمنة على الوطن العربي”. وفق المصدر ذاته.
توقيع الحزبين المغربيين على هذا البيان؛ اعتبره كثيرون تناقضا في موقف المغرب الرسمي اتجاه الأزمة الليبية. متهمين إياهما بتلقي دعم من الإمارات من أجل مساندة اللواء الليبي حفتر.
الانتقادات التي تعرض لها الحزبان المغربيان؛ دفعت بحزب الطليعة للخروج عن صمته ليبرر سبب إقدامه على التوقيع على البيان المثير للجدل، ليقول إنه تم الترويج لـ”مغالطة وتأويل مغرض لتوقيع حزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي لبيان 38 حزب عربي ومغاربي لإدانة التدخلات الخارجية في ليبيا الشقيقة والتنبيه لمخاطرها على وحدة أراضيها وشعبها”.
وبحسب بلاغ لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، فإنه زعم أن” البيان المذكور يساند موقف حفتر والإمارات العربية المتحدة، ويناقض المواقف الرسمية للمغرب فقط لأنه ركز على التنديد بالتدخل التركي دون أن يذكر باقي الأطراف المتدخلة بأسمائها. وهذه مغالطة مكشوفة تتجاهل الفقرة الخامسة من البيان المذكور التي نددت بجميع التدخلات الخارجية”.
وزاد بيان الحزب المذكور، أنه ورغم أن حزب الطليعية معروف بمرجعيته الاشتراكية وبمواقفه من الرجعية الخليجية، ورفضه المبدئي لأي تدخل خارجي، في أي بلد عربي، فقد تم تقديمه كحزب قومجي مؤيد لأحد أطراف الصراع الأكثر عداء للديموقراطية وحقوق الإنسان داخل الحرب الطاحنة من السلطة والبترول داخل بلد مغاربي يعاني شعبه من مآسي المؤامرات الأجنبية منذ 2011″.
من جهته، نفى حزب المؤتمر الوطني الاتحادي المغربي، أن يكون مواليا للجنرال الليبي خليفة حفتر ويتلقى دعما من الإمارات العربية المتحدة. مشيرا إلى أنه وباقتراح من بعض الأحزاب اليسارية والقومية التونسية، سجل البيان دعم “الجبهة” للشعب الليبي عكس ما تم الترويج له من دعم حفتر.