الصحافة _ وكالات
في بادرة إنسانية فريدة تستعد جمعية مغربية تنشط في مجال مساعدة الأشخاص دون مأوى، لإطلاق حمام متنقل لفائدة هؤلاء الأشخاص بكل من الدار البيضاء والمحمدية.
كان هدف جمعية “جود” عندما تأسست قبل أزيد من ثلاث سنوات، هو إطعام الأشخاص دون مأوى عن طريق توفير وجبات عشاء منزلية ساخنة لهم كان يتم توزيعها عليهم في أنحاء مدينة الدار البيضاء وشملت لاحقا مدن الرباط ومراكش والجديدة.
تقول رئيسة “جود”، هند العيدي، “حين خرجنا إلى الشارع لتوزيع الوجبات وجدنا أن لهؤلاء الأشخاص احتياجات أخرى إلى جانب الطعام، هي الأغطية والملابس والأدوية”.
“عملنا على توفير تلك الاحتياجات أيضا” تقول المتحدثة، ولكن المشكلة، وفق تعبيرها أن “الأشخاص دون مأوى لا يستحمون، ما يجعلهم عرضة لأمراض كثيرة”.
لذلك عمدت الجمعية إلى أخذ هؤلاء الأشخاص للاستحمام في الحمامات العمومية، البادرة التي تركت أثرا كبيرا في نفوسهم، حيث تقول العيدي إنهم “حين كانوا يستحمون ويحلقون ويرتدون ملابس نظيفة يشعرون بآدميتهم ويرغبون في الاستفادة من ذلك الوضع للعثور على عمل وللقاء أقاربهم”.
بالرغم من نتائجها الإيجابية، إلا أن الجمعية اضطرت لوقف هذه البادرة مضطرة بعدما اصطدمت برفض الحمامات العمومية استقبالهم بسبب الجيران الذين كانوا يشتكون بدعوى أن “استحمام المشردين في تلك الحمامات سيجلب لهم الأمراض”.
بعد أشهر من توقف تلك البادرة، فوجئت رئيسة “جود” خلال السنة الماضية بأحد أصدقائها على “فيسبوك” ينبهها إلى منشور يتعلق بـ”shower truck” أو “الحافلة الحمام”، وهي عبارة عن “حافلة متنقلة في الولايات المتحدة الأميركية مجهزة بحمامات مخصصة للأشخاص دون مأوى”.
توضح العيدي، أنها اتصلت حينها بصديق يعمل مهندس سيارات وسألته عن إمكانية إنجاز شيء مماثل في المغرب وبمجرد ما أكد لها ذلك انطلق العمل لتجهيز الحافلات التي يرتقب أن تنطلق في تقديم خدماتها في أنحاء الدار البيضاء والمحمدية يوم الثاني من ديسمبر المقبل.
وبحسب المتحدثة نفسها فإن الحافلة مجهزة بآلة هي الأولى من نوعها سيتم تضمينها قاعدة بيانات بشأن الأشخاص المستفيدين (من قبيل توفرهم على بطاقة تعريف وطنية، توفرهم على مستوى دراسي أو شهادة تعليمية، إتقانهم لحرفة ما…).
“أول شيء سيتم تسجيل المستفيد، وبعد ذلك سيتم تمكينه من لوازم لقص أظافره وغسل أسنانه، ليقوم بعد ذلك حلاق بحلق شعر رأسه ولحيته وبعدها سيتم تمكينه من لوازم الاستحمام ليستحم ويرتدي ملابس نظيفة”.
الهدف الأول من كل ذلك، تقول العيدي، “توفير الكرامة التي هي حق أدنى لكل آدمي”، كما أن هدف الجمعية هو مساعدة أكبر عدد من الأشخاص دون مأوى على تأسيس حياة بعيدا عن الشارع، ذلك أن الجمعية وفق ما تؤكده رئيستها تمكنت في ظرف أربع سنوات من مساعدة 241 شخصا من التخلص من وضعية التشرد.
