صيادلة المغرب يدقّون ناقوس الإصلاح: الاستبدال الدوائي ضرورة وطنية لضمان الأمن الصحي

3 نوفمبر 2025
صيادلة المغرب يدقّون ناقوس الإصلاح: الاستبدال الدوائي ضرورة وطنية لضمان الأمن الصحي

الصحافة _ كندا

دعت كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب إلى إطلاق إصلاح واقعي ومتدرج للمنظومة القانونية المنظمة لمهنة الصيدلة، يقوم على أربع ركائز أساسية، أبرزها إعداد مرسوم تطبيقي جديد يُحدث استثناءً منظماً في المادة 27 من مدونة آداب المهنة، بما يسمح بالاستبدال الدوائي في ظروف مضبوطة، وتفعيل الدليل الوطني للأدوية الجنيسة كمرجع رسمي ملزم ومعتمد علمياً. كما طالبت بإبرام اتفاقية مع الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (CNSS) للاعتراف بالاستبدال كعمل مهني فعلي وتعويضه بشكل منصف، إلى جانب إطلاق حملة وطنية للتوعية تشرح أهداف وآليات هذا النظام وضماناته لكل من المهنيين والمواطنين.

وأوضح محمد لحبابي، رئيس الكونفدرالية، أن الاستبدال الدوائي ليس امتيازاً مهنياً للصيدلي، بل هو “واجب صحي ووطني” يهدف إلى حماية المريض وضمان استمرارية العلاج. وأشار إلى أن الصيدلي المغربي يواجه يومياً حالات يكون فيها الدواء الموصوف غير متوفر في السوق، ومع ذلك تمنعه المادة 27 من تعديل الوصفة دون موافقة الطبيب، حتى في الحالات الاستعجالية. بينما ينص القانون رقم 17-04 المتعلق بالدواء والصيدلة على أن من مهام الصيدلي تحليل الوصفة، صرف الدواء، وتوعية المريض.

وفي هذا الإطار، شدد لحبابي على ضرورة تحيين الإطار القانوني بما ينسجم مع الفصل 31 من الدستور الذي يضمن الحق في الصحة واستمرارية العلاج، معتبراً أن تمكين الصيدلي من الاستبدال المنظم يندرج ضمن السيادة الصحية الوطنية. وذكّر بإطلاق وزارة الصحة والوكالة المغربية للأدوية مشروع الدليل الوطني للأدوية الجنيسة، الذي سيشكل مرجعاً أساسياً لتأمين نظام استبدال علمي وآمن، ينسجم مع توصيات منظمة الصحة العالمية ومع تجارب دول رائدة كفرنسا وبلجيكا وكندا.

وردّاً على بعض الأطباء الذين يشككون في جودة الأدوية الجنيسة، أكد لحبابي أن هذه الأدوية لا تُرخص إلا بعد إثبات تكافئها الحيوي بموجب المرسوم رقم 2-17-429، ما يجعلها خاضعة لمراقبة صارمة من طرف وزارة الصحة. وأوضح أن رفض الاستبدال لا يحمي المريض بل يهدد علاجه بالانقطاع، خصوصاً عندما يتعذر التواصل مع الطبيب، كما وقع خلال فترة جائحة كوفيد-19، حين ظلت الصيدليات تعمل ليل نهار لتأمين الدواء للمواطنين.

كما أشار إلى أن الصيادلة، رغم تراجع هوامش الربح وارتفاع التكاليف، يواصلون أداء واجبهم الوطني، موضحاً أن الاستبدال لا يعود بأي منفعة مالية مباشرة على الصيدلي، بل يهدف إلى تخفيف العبء على الأسر وضمان استمرارية العلاج، خاصة في المناطق النائية. وأضاف أن العلاقة بين الطبيب والصيدلي يجب أن تكون علاقة تكامل لا تنافس، في سبيل مصلحة المريض.

واختتم رئيس الكونفدرالية حديثه بالتأكيد على أن “الاستبدال الدوائي ليس تهديداً لمكانة الطبيب، بل تعزيز لجسور الثقة بين كل مكونات المنظومة الصحية”، معتبراً أن “الإصلاح المرتقب هو خطوة أساسية نحو عدالة صحية تضمن الحق في الدواء وتكرّس الأمن الدوائي للمغاربة”.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق