الصحافة _ كريم الشلطاني
اندلع نقاش حاد داخل المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، بعد أن فجّرت فاطمة الزهراء المنصوري، المنسقة الوطنية وعضو القيادة الثلاثية، جدلاً واسعاً برفضها القاطع لاستمرار اللجنة الوطنية للانتخابات، التي شكلت أحد أبرز آليات تدبير المحطات الانتخابية السابقة للحزب.
وأفادت مصادر جريدة “الصحافة” الإلكترونية أن فاطمة الزهراء المنصوري عبّرت خلال الاجتماع الأخير للمكتب السياسي عن موقف حازم، ووصفت اللجنة الوطنية للانتخابات بـ”مصدر القيل والقال”، معتبرة أنها عمّقت فجوة الثقة بين القواعد والقيادة، وخلقت أجواء مشحونة ساهمت في تفجير صراعات داخلية واستقطابات جهوية مزمنة.
في المقابل، دافع سمير كودار، عضو المكتب السياسي وعرّاب التنظيم الانتخابي داخل الحزب، حسب مصادر جريدة “الصحافة” الإلكترونية، عن ضرورة الإبقاء على اللجنة، مشدداً على دورها المركزي في ضبط التزكيات وتنظيم الاستحقاقات المقبلة، والحد من الفوضى التي قد ترافقها، محذّراً من أي تسرّع قد يربك الجاهزية التنظيمية للحزب.
الخلاف بين المنصوري وكودار كشف عن تصدع في الرؤية داخل قيادة “الجرار”، وأعاد إلى الواجهة السؤال الجوهري حول من يتحكم فعلاً في مفاتيح القرار الانتخابي داخل الحزب. وبين تيار يدعو إلى القطع مع التجارب السابقة وتغليب المقاربة الجهوية، وآخر متشبث بالآليات المركزية، يبدو أن الصراع سيأخذ أبعاداً أعمق مع اقتراب موعد الحسم.
ويأتي هذا السجال في سياق حساس، حيث يواجه الحزب انتقادات متصاعدة بشأن أدائه الحكومي وتماسكه التنظيمي، ما يجعل من كل نقاش داخلي مرآة لقلق أعمق يعتمل في جسم “الجرار” منذ دخوله تحالف الأغلبية.
فهل نحن أمام بداية إعادة رسم خريطة النفوذ داخل “البام”؟ أم أن الخلاف مجرد مناورة تكتيكية ضمن الاستعداد المبكر للانتخابات؟ الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة.