الصحافة _ وكالات
دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الدول الأوروبية إلى اتباع نهج متزن تجاه النزاع بين أنقرة وأثينا بشأن السيادة على بعض المناطق في منطقة شرق المتوسط، في حين أعلنت اليونان أنها تعتزم شراء أسلحة وتعزيز جيشها في ظل تصاعد التوتر مع تركيا.
وقال الرئيس التركي في كلمة عقب ترؤسه اجتماع للحكومة إنه يأمل أن تتبع الدول الأوروبية نهجا متزنا على الأقل في منطقة شرق المتوسط، مشددا على أن “أي خطأ أو إساءة يرتكبان بحق تركيا يزيدان من عزيمتها ولا يدفعانها إلى التراجع”.
وأضاف أردوغان أن بلاده “أفشلت مخططات من كان يسعى لحبس بلده في نطاق سواحلها فقط في البحر الأبيض المتوسط”، وذلك في إشارة إلى إصرار اليونان على سيادتها على مساحات واسعة في البحر المتوسط وبجر إيجه عن طريق جزر يونانية صغيرة تقع على مسافة قصيرة من السواحل التركية.
وقال الرئيس التركي إن “من يسعون في الآونة الأخيرة إلى فرض أمر واقع في شرق المتوسط وإيجه عبر تجاهل حقوق تركيا والقانون، سيدركون في نهاية المطاف أن تركيا تمتلك الإرادة، والبنية التحتية القادرة على تفعيل أي آلية لحماية سيادتها ومستقبلها”.
وبحث أردوغان في اتصال هاتفي جرى أمس الأحد مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال التطورات شرقي المتوسط والعلاقات التركية الأوروبية.
وقال الرئيس التركي إن التصريحات والخطوات التي وصفها بالتحريضية من قبل المسؤولين الأوروبيين في ما يتعلق بالقضايا الإقليمية “لا تساهم في الحل”.
دعوة أوروبية
بالمقابل، دعا الاتحاد الأوروبي اليوم تركيا إلى الحوار لحل القضايا الخلافية التي تتسبب في توتير العلاقات مع بعض دول الاتحاد، وقال المتحدث باسم الاتحاد بيتر ستانو خلال مؤتمر صحفي إن الحوار وحده كفيل بعودة الاستقرار لمنطقة شرقي المتوسط.
وفي وقت سابق أعلن حلف شمال الأطلسي (ناتو) -الذي يضم تركيا واليونان في عضويته- أن محادثات تقنية ستبدأ لتجنب وقوع حوادث بين أسطولي البلدين في شرق المتوسط؛ لكن أثينا قالت إنها لم توافق على المحادثات، واتهمت أنقرة اليونان برفض الحوار.
وكان رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال شدد في اتصال هاتفي أمس الأحد مع الرئيس التركي على أهمية خفض التصعيد بين أنقرة وأثينا، داعيا تركيا إلى وقف الأنشطة التي من شأنها تغذية التوترات مع اليونان، حسب ما قال دبلوماسي أوروبي.
ونسب المصدر إلى ميشيل قوله إن مؤتمر قمة الاتحاد الأوروبي المقبل في أواخر الشهر الجاري سيطرح العلاقات مع تركيا للنقاش و”كل الإجراءات -بما فيها نهج العصا والجزرة- ستُدرس”.
ويعقد الاتحاد الأوروبي مؤتمر القمة المقبل في 24 و25 سبتمبر/أيلول، وقد دعا بعض أعضائه إلى فرض عقوبات على تركيا، ومن أبرزها فرنسا.
وتصاعد التوتر في الفترة الأخيرة بين تركيا من جهة، واليونان وقبرص وشركائهما ولا سيما فرنسا من جهة أخرى، جراء النزاع على نطاق الجرف القاري، والسيادة والحقوق الاقتصادية في منطقة شرق البحر المتوسط.
اليونان والتسلح
وفي سياق متصل، قال متحدث باسم الحكومة اليونانية اليوم إن بلاده تعتزم شراء أسلحة وتعزيز الجيش وصناعتها الدفاعية، مضيفا في تصريحات صحفية أن أثينا تجري محادثات مع دول حليفة من أجل تعزيز قوتها العسكرية.
وكان مسؤول في الحكومة اليونانية قال لوكالة رويترز الأسبوع الماضي إن بلاده تجري محادثات مع باريس ودول أخرى لشراء طائرات مقاتلة.
من ناحية أخرى، قال مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم إن الأخير سيجتمع مع رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس في جزيرة كورسيكا الفرنسية الخميس قبيل قمة زعماء دول جنوب أوروبا، ومن المنتظر أن يبحث الرجلان تعاون بلديهما في مجال الدفاع، وأوضح بيان للرئاسة الفرنسية أن القمة ستسمح بـ “الدفع قدما نحو توافق حول العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا”.