الصحافة _ عبد الرحيم بندريس
رغم مرور أسبوعين عن العرض الذي تقدمت به وزيرة اعداد التراب الوطني للتعمير والاسكان وسياسة المدينة نزهة بوشارب بالمجلس الحكومي حول وضعية القطاع ورهانات الإنخراط في خطة الإقلاع الاقتصادي التي أعدتها الحكومة تحت قيادة الملك محمد السادس، ما زال أعضاء الحكومة ينتظرون التوصل بنسخة من العرض حتى يتسنى لهم مناقشته في مجلس حكومي مقبل.
مصادر جريدة “الصحافة” الإلكترونية تساءلت عن سبب عدم التجاوب مع طلب رئيس الحكومة لتوزيع العرض، وما إذا كان السبب لعدم جاهزيته أو لنقص في معطياته أم لأسباب أخرى.
وفي هذا السياق، كشف مصدر عليم الإطلاع لجريدة “الصحافة” الإلكترونية أن العرض الذي سبق أن تمت برمجته منذ فترة الخروج من الحجر الصحي خلال الموجة الأولى لإنتشار عدوى كوفيد 19 المستجد، لم يتمكن مجلس الحكومة من مناقشته بسبب غياب وزيرة اعداد التراب الوطني للتعمير والاسكان وسياسة المدينة نزهة بوشارب عن الاجتماع الحكومي لذلك الأسبوع.
وأفاد ذات المصدر أن سبب غياب نزهة بوشارب عن المجلس الحكومي مرده كون الوزيرة كان لها موعد مع رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي رضا الشامي حول نفس الموضوع.
واعتبر مصدر جريدة “الصحافة” الإلكترونية أن هذا التواصل مع رئيس المجلس الإقتصادي والإجتماعي ربما تم من أجل طلب مساعدته في تدقيق وتجويد العرض ليس لعرضه على مجلس الحكومة ولكن للتحضير لما كانت تروجه نزهة بوشارب في دوائرها الضيقة من أنها تسعى إلى عقد جلسة عمل يترأسها الملك محمد السادس حول القطاع.
لكن مع الأسف يورد نفس المصدر، وبعد تبخر نزهة بوشارب في الوصول إلىى هذا الهدف اضطرت إلى طلب إعادة برمجة عرضها لتقديمه في المجلس الحكومي ليوم 3 يونيو 2021. وبالإطلاع على بلاغ هذا المجلس الحكومي يلاحظ أنه اكتفى بعرض فكرة مركزة للغاية دون أن يُشير إلى أي مناقشة أو خلاصة أو توصية في انتظار مناقشته بعد توزيعه على أعضاء الحكومة.
وأرجعت مصادر جريدة “الصحافة” الإلكترونية عدم توزيعه على أعضاء الحكومة إلى غاية اليوم ربما يكون بسبب انتعاش الآمال من جديد في عقد “جلسة العمل مع جلالة الملك” التي ستعتمد عليها الوزيرة نزهة بوشارب في صراعها داخل حزب الحركة الشعبية من أجل الحصول على التزكية في دائرة جهوية تقوي فرصها في الظفر بأحد المقاعد وتمكنها من مواصلة الضغوط على الإدارة التي تشرف عليها وخاصة الوكالات الحضرية لتمرير قراراتها وتعليماتها الشفوية.
ويُشار إلى أن ترويج وزيرة اعداد التراب الوطني للتعمير والاسكان وسياسة المدينة نزهة بوشارب عن نفسها بأنها مدعومة من جهات مقربة للعودة في الولاية الحكومية المقبلة إلى نفس القطاع لا يتناسب حسب مصادرنا مع الصورة التي أعطتها عن مفهوم “الكفاءات” ولا مع الحصيلة التي لم تقنع بها حتى المكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية الذي خرجت أصدائه إلى وسائل الإعلام، وكان من أسباب رفض ترشيحها على رأس جهة الرباط سلا القنيطرة وبجهة طنجة تطوان الحسيمة.
ويتساءل الجميع عن المصدر الذي تستقي منه نزهة بوشارب هذه الجرأة للتحدث بإسم الدوائر العليا والحديث عن وعود بالعودة إلى الوزارة، وبأي اداء وبأي حصيلة، وما هي جدوى الإنتخابات إذا كانت بعض المقاعد محجوزة في الحكومة قبل البرلمان، ثم أين تضع الوزيرة فضيحة تسريب الحفل الموسيقي البادخ الذي نظمته بالصويرة في عز جائحة كورونا، في الوقت الذي منع فيه مواطنون من تنظيم حفلة زفاف صغيرة، ومنعت فيه شركات وممولي الحفلات من العمل طبقا للإجراءات الإحترازية؟، وهل ستنسى الدوائر العليا لها هذا الخطأ الفادح ولاسيما أنها ورطت معها مستشارا ملكيا معروفا وزوجته وعامل صاحب الجلالة على هذا الاقليم!؟، ثم لو كانت نزهة بوشارب فعلا واثقة من ادعاءاتها لما احتاجت إلى ترويج هذه الأخبار الزائفة، وبالعكس لكانت قد لجأت إلى التكتم عليها لأن خروجها ستكون هي من تتضرر من ذلك لذلك فالحملة الإنتخابية أو غير الانتخابية تبيح كل الادعاءات وتبيح ترويح كل الاخبار الزائفة.