الصحافة _ الرباط
جرت العادة أن يتغنى الفنانون ألمغاربة بالوطن، أو بملك البلاد، وفي مناسبات عدة، تم إصدار أغاني تتماشى مع أحداث مميزة في تاريخ المغرب، كحدث حصول المغرب على الإستقلال، أو في ذكرى المسيرة الخضراء؛ كما تغنى فنانون آخرون بالملك الراحل الحسن الثاني، وأبدعت الفنانة دنيا باطمة في تغنيها بالملك محمد السادس.
لكن لم يسبق أن تم صرف أموال من ميزانية الشعب، لأجل التغني بموظف في الدولة المغربية، أو بالإدارة التي يشرف عليها، فما الذي دفع بمدير الأمن الوطني المغربي، الى إصدار أغنية تمجد شخصه، وتمجد العمل الذي تقوم به المؤسسة التي يشرف على إدارتها؟، بل أكثر من ذلك، لماذا لم يتم إهداء الأغنية الى ملك البلاد؟ بل تمت الإشارة إلى أن العمل الفني مهدى الى الحموشي ونساء ورجال “إدارته”.
ليس من باب تبخيس عمل نساء ورجال الأمن الأشاوش ببلدنا، ولكننا هنا أمام ظاهرة جديدة، ومنعرج خطير يتحدى أعرافا يتوافق عليها غالبية المغاربة، حيث يعتبر الملك قائدا فعليا لكل المؤسسات ذات الطابع العسكري، ولا يمكن تمجيد موظف في إدارة، دون الإشارة إلى دور الملك في ما حققته من إنجازات.
الحموشي حسب مصادر جريدة الصحافة الإلكترونية كان وراء إقصاء عدد كبير من رجال الدولة الذين كانوا يحيطون بالملك، حيث استغل إشرافه على وحدات التجسس لإعداد تقارير عن خصومه (المنصوري، الجعابدي، الشرايبي، وآخرون)، ويعرضها على الملك الذي يجد نفسه مسيرا لا مخيرا أمام دقة تلك التقارير.
لم يتبقى للحموشي خصوما يتنافس معها على القرب من الملك، وهاهو اليوم يترجل على الملك، ويدخل عالما من العوالم التي تعتبر حكرا على الملك في المغرب، بعد أن جعل الصحافة المغربية تهلل بحمده، وتدافع عنه أكثر مما تدافع عن الملك، فماذا بعد ؟
وإذ ننتظر توضيحا في هذا الموضوع، لا يسعنا الا أن نشيد بالأدوار الهامة التي يلعبها كل من جنود المؤسسة العسكرية المغربيةحماة الوطن، ورجال الدرك الأبطال، ورجال المطافئ، والأساتذة والمعلمون، والأطباء والممرضون.. وكل النساء والرجال الذين يسدون خدمات جليلة لهذا الوطن، وكل الأمهات اللواتي يشرفن على تربية أبناء هذا الوطن، وليعش هذا الوطن آمنا مطمئنا متلاحما شعبه مع ملكه، بفضل مساهمة كل فرد من أفراده، لا يزكي فيه أحد نفسه على الباقين.