ريڤولوت يقتحم السوق المغربية ويهز عرش الأبناك التقليدية

الصحافة _ كندا

يبدو أن المنظومة البنكية المغربية تقف على أعتاب تحول كبير مع اقتراب دخول البنك الرقمي البريطاني الأكثر انتشاراً في العالم ريڤولوت إلى السوق المغربية، في خطوة تحمل ملامح زلزال مالي سيجبر الأبناك التقليدية على إعادة النظر جذرياً في نماذج اشتغالها، ورسومها، وتجربتها الرقمية.

المعطيات تزداد وضوحاً. فوالي بنك المغرب، عبد اللطيف الجواهري، أكد نهاية شتنبر أن “ريڤولوت” عبّر رسمياً عن اهتمامه بالمغرب، وأن لقاءً جمع الطرفين في يونيو الماضي، تلته زيارة رفيعة المستوى لمجلس إدارة البنك الرقمي إلى الرباط في أكتوبر، من أجل تقديم مشروع شامل حول كيفية دخوله للسوق. الجواهري أوضح أن الترخيص – إن تم منحه – سيكون محدوداً في أنشطة معينة، انسجاماً مع خصوصيات السوق المغربية.

لكن الإشارة الأقوى جاءت مطلع نونبر، حين أعلن ياسين فقير تعيينه مديراً عاماً لريڤولوت بالمغرب، بعد تعيين المغربي أمين برادة خلال الصيف رئيساً للعمليات. وهي خطوات لا تُتخذ إلا حين تنتقل المؤسسة من مرحلة “التقييم الأولي” إلى مرحلة “البناء المؤسساتي”، ما يعني أن وصول البنك الرقمي أصبح مسألة وقت لا أكثر.

وفي قراءة لهذا التطور، يؤكد الخبير في التكنولوجيا المالية، منير بوكليت، أن دخول الريڤولوت إلى المغرب سيقلب قواعد اللعبة، لأنه يقدم نموذجاً مصرفياً جديداً بالكامل: حساب واحد بعملات متعددة، تحويلات فورية بأسعار صرف حقيقية، تطبيق دينامي يُظهر المصاريف لحظة بلحظة، ورسوم شفافة بدون مفاجآت. هذا العرض سيجد صدى قوياً لدى المسافرين، والمغاربة المقيمين بالخارج، والشباب الذين ملّوا التعقيدات التقليدية.

لكن التأثير لا يقف عند حدود “منتوج جديد”. فالأبناك التقليدية ستجد نفسها في مواجهة منافس عالمي يتفوق عليها في السرعة، الكلفة، والشفافية. وهذا سيجعلها مضطرة لتسريع الرقمنة، تبسيط الإجراءات، تخفيض الرسوم، وتحسين تجربة الزبناء حتى لا تخسر قاعدة مهمة من عملائها.

وصول “ريڤولوت” إلى المغرب ليس حدثاً عادياً في مسار القطاع البنكي، بل منعطف قد يعيد رسم الخريطة المالية للبلد، ويفتح الباب أمام موجة متتابعة من البنوك الرقمية العالمية. وإذا ما نال ترخيصه النهائي، فإن المغرب سينتقل رسمياً إلى مرحلة جديدة من المنافسة المصرفية، عنوانها الشفافية والرقمنة والسرعة، في سوق لم تكن الأبناك التقليدية تتوقع أنها ستتغير بهذه السرعة.