الصحافة _ وكالات
لم يغب العالم العربي عن خارطة الجوع العالمية التي كشفت عنها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “فاو”، والظاهر أنّ الجوع يزحف بقوة في البلدان العربية التي تعرف اضطرابات سياسية أو نزاعات مسلحة.
وبدا لافتاً من البيانات التي وفّرتها المنظمة الأممية، أخيراً، في تقريرها حول “وضعية الأمن الغذائي في العالم لعام 2019″، الذي توصل إلى معاناة 820 مليون شخص عبر العالم من الجوع، أنّ الجوع مسّ بقوة اليمن، إذ طاول 38.9% من سكان ذلك البلد، في الفترة بين 2016 و2018، مقابل 30.1% في الفترة بين 2004 و2006.
وانتقلت نسبة العراقيين الذي يعانون من الجوع من 28 إلى 29% بين الفترتين، فيما وصلت نسبة شيوع الجوع في السودان 20.1%، حسب تقرير المنظمة الأممية. وتجلى من التقرير أنّ نسبة الجوع انتقلت في الأردن من 6.6% إلى 12.2%، بينما قفزت في لبنان من 3.4% إلى 11% بين الفترتين.
وشهدت نسبة الجوع في الكويت زيادة طفيفة من 2.5% إلى 2.8% بين الفترتين، بينما تمكّنت عمان من تقليص دائرة الجوع من 10.5% إلى 6.8%، وتراجعت نسبة الجوع في السعودية من 7.9% إلى 7.1%، والإمارات من 4.1% إلى 2.6%.
وعند تناول خارطة الجوع في شمال أفريقيا، يلاحظ انخفاض تلك الظاهرة من 8.8% إلى 3.9% في الجزائر، ومن 5.4% إلى 4.5% في مصر، ومن 5.7% إلى 3.4% في المغرب، ومن 5.6% إلى 4.3% في تونس.
ويتصوّر الخبير الزراعي المغربي محمد الهاكش، في حديث لـ”العربي الجديد”، الجمعة، أنّ “محاصرة الجوع وسوء التغذية في العالم العربي تمرّ عبر التوجه نحو تحقيق السيادة الغذائية، وهو ما يمكن أن يتحقق عبر السعي لتجسيد مطلب الاكتفاء الذاتي”.
ويذهب إلى أنّ “السيادة الغذائية تفترض التركيز على الإنتاج الزراعي المحلي، ومساهمة السكان في بلورة السياسات الزراعية”، موضحاً أنّ “ذلك المفهوم يقوم على المراهنة على انخراط المزارعين في إنتاج السلع الأساسية، بما يستجيب لرغبات المستهلكين”.
ويشدد الهاكش على أنّه “عوضا عن السعي لتطوير زراعات تصديرية، يفترض في البلدان العربية تحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الأساسية؛ مثل الحبوب والسكر والزيوت، التي تبذل تلك البلدان الكثير من الأموال من أجل استيرادها”.