حسن ابوعقيل من أمريكا
بهرجة كبيرة ، وحديث كثير عن القمة العربية التي تحتضنها الجزائر وتنظمها جامعة الدول العربية ، وعوضا أن تتحدث الصحافة الجزائرية عن القضايا التي سيناقشها المؤتمر فقد تجند الإعلام بجميع مكوناته والمسؤولين الجزائريين بالتحدث عن ملك المغرب محمد السادس و حضوره أو غيابه عن القمة ، وماذا قدمت الجامعة العربية للعالم العربي والإسلامي منذ تأسيسها وما جديد القمم العربية ؟ وماهية إتحاد الدول العربية في إطار الجامعة ؟ وأين قوة هذا الإطار ؟
فبالنظر إلى هذه الأهداف للجامعة من توثيق الصلات بين الدول العربية.
والحفاظ على استقلال الدول الأعضاء وتنسيق الخطط والسياسات بين الدول الأعضاء ثم تحقيق التعاون في الشؤون الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والصحية … وأخيرا النظر بصفة عامة في شؤون البلاد العربية ومصالحها.
فأين الجامعة من هذه الأهداف النبيلة ، وماذا تحقق منها .
لا يمكن أن ننكر الأدوار الهادفة من دعم الجامعة لقضايا النضال الوحدوي للشعوب العربية من أجل الحرية وضمان الاستقلال، فقد يعود لها الفضل أيضاً على مستوى القضية الفلسطينية التي ظلت قضية أساسية في سياسات الجامعة .
موضوعنا اليوم هو اللغط الكلامي الذي تتقيئه الجزائر عنوة من أجل استفزاز المملكة المغربية ملكا وشعبا ، رغم السياسة الأخلاقية والأدبية التي يطمح لها ملك المغرب خاصة اليد الممدودة التي يبقى هدفها عودة العلاقات بامتياز في إطار خوة خوة ولا غالب ولا مغلوب ، وهذه سياسة تؤكد قوة المغرب الضاربة في السلام والأمن واستقرار المنطقة في إطار يستوجب المعاملة بالمثل التي يكتسيها الإحترام المتبادل .
حضور ملك المغرب في القمة العربية المزمع تنظيمها بالجزائر ، أمر جد عادي وهو إختيار يعود له بصفة خاصة فقبوله الدعوة يعود إليه كما هو رفضه أو تحفظه يعود إليه كذلك ، وليس هناك إملاءات من أي جهة أخرى ، خاصة أن السياسة الرشيدة أصبحت لفيفا مقرونا بالدبلوماسية الإدارية التي تؤكد أن مغرب اليوم ليس مغرب الأمس وفي هذا الحديث الكثير من القول والفعل ، وما تشهده العلاقات الدولية تجاه دول العالم خير شاهد على التحولات التي دونت في أكثر من خطاب ملكي وفي كثير من المناسبات .
فأبرز الملفات التي ستتناولها القمة، تجديد الالتزام الجماعي العربي تجاه القضية الفلسطينية، وتأكيد تقيد جميع الدول بمبادرة السلام العربية، التي أطلقها الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز بقمة بيروت، وتهدف إلى إنشاء دولة فلسطينية وعودة اللاجئين والانسحاب من هضبة الجولان المحتلة، مقابل السلام مع إسرائيل.
أما الملف الثاني في القمة، فيتعلق الأمر بإصلاح منظومة عمل جامعة الدول العربية من أجل مواجهة التحديات الراهنة، تشمل تدوير منصب الأمين العام بين الدول الأعضاء.
إن هذه المحاور ليست جديدة في تاريخ تدبير الجامعة ، والمعتاد أن القمم لا تخرج إلا ببيانات على الورق تستفيذ منها الإعلام للترويج والنشر والدعاية دون نتائج فالقضية الفلسطينية حلم كل الشعوب ولا جديد أمام ما يدور فوق الأرض من قتال .
بخصوص الجامعة فستظل إطارا خطابيا لم يستفذ من قوة الإتحاد الأوروبي وعلاقاته بالدول المتحدة به اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وسوقا مفتوحة وعملة موحدة ويبقى السؤال ما فائدة الجامعة .
إن ملك البلاد يعلم جيدا ما يقوم به ، ويتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب وليس القرارات المتسرعة التي تفضي للفشل .
فالقمة على غرار القمم الأخرى فحضور الملك أو ولي العهد أو أي شخصية دبلوماسية يقضي الغرض .
فاصل ونواصل
حسن أبوعقيل