الصحافة _ كندا
كشفت مصادر خاصة لجريدة “الصحافة الإلكترونية” أن حزب الاستقلال يعيش خلال الأيام الأخيرة مخاضاً سياسياً داخلياً غير مسبوق، وسط حالة من الغليان داخل دائرته القيادية الضيقة، خصوصاً بعد التصريحات القوية التي وجّهها رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، ضد الأمين العام للحزب نزار بركة خلال مهرجان حزبي بمدينة الداخلة.
وأوضحت المصادر أن نزار بركة لم يستسغ، لا في الشكل ولا في المضمون، لهجة أخنوش التي اتسمت بالحدة والتجريح، معتبرًا إياها خرقاً لأعراف التنسيق الحكومي وضرباً لتوازن الأغلبية، ما دفعه إلى عقد سلسلة من اللقاءات غير المعلنة مع مقربين منه، خصصت لتدارس إمكانية مراجعة موقع حزب الاستقلال داخل التحالف الحكومي.
وتفيد المعطيات التي حصلت عليها جريدة الصحافة الإلكترونية، أن النقاش داخل قيادة حزب الميزان بدأ يميل، لأول مرة بوضوح، نحو طرح خيار الخروج من الحكومة، كردّ على ما تعتبره استفراداً متنامياً من طرف حزب التجمع الوطني للأحرار بالمبادرات السياسية والميدانية، واستغلالاً ممنهجاً للمشاريع الملكية والحكومية في الحملات الانتخابية المبكرة التي يباشرها أخنوش في عدد من الجهات.
ويبدو، حسب المصادر ذاتها، أن بركة يواجه ضغوطاً متزايدة من داخل الحزب، خصوصاً من طرف قيادات شبابية وبرلمانيين يعتبرون أن حزبهم أصبح يؤدي دور “الكمّالة” في حكومة تهيمن عليها طموحات زعيم الأحرار، دون أن يُتاح له ما يكفي من الحضور السياسي والإعلامي، أو سلطة القرار داخل دواليب الدولة.
وفي وقت تحرص فيه قيادة الاستقلال رسمياً على التهدئة وعدم التصعيد، تُطرح في الكواليس بقوة سيناريوهات متعددة، أبرزها الانسحاب المشروط من الحكومة، أو على الأقل إعادة تقييم التحالف من خلال اشتراطات سياسية ومؤسساتية جديدة تُعيد للحزب وزنه ومكانته.
وفي ظل اقتراب الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2026، واشتداد حرارة “التسخينات الميدانية” التي يقودها أخنوش، يبدو أن حزب الاستقلال بدأ فعلياً يُلوّح بسلاح الانسحاب كخيار استراتيجي، لا مجرد رد فعل عابر، في معركة تتقاطع فيها الحسابات الانتخابية مع توازنات السلطة داخل الأغلبية.