الصحافة _ كندا
في هجوم سياسي لاذع، اتهم محمد شوكي، رئيس الفريق النيابي لحزب التجمع الوطني للأحرار، بعض مكونات المعارضة بـ”نشر الأكاذيب وممارسة الشعبوية السياسية”، محذراً مما وصفه بـ”الدراما السياسية البئيسة التي لا هدف لها سوى التشويش على الإصلاح وزرع اليأس في نفوس المغاربة”.
وخلال مداخلته أمام لجنة المالية والتنمية الاقتصادية بمجلس النواب، في سياق المناقشة العامة لمشروع قانون المالية لسنة 2026، أكد شوكي أن المشروع “ليس مجرد نص محاسباتي جامد كما تحاول المعارضة تبخيسه، بل هو ترجمة عملية لرؤية وطنية متكاملة توازن بين الواقعية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية وتضع المواطن في صلب الأولويات الحكومية”.
وشدد رئيس فريق الأحرار على أن حزبه “يمد يده لكل نقاش جاد ومسؤول، لكنه لن يصمت أمام الأكاذيب ولا أمام محاولات اختزال سنوات من العمل الجاد في شعارات جوفاء”، معتبراً أن الخطاب الشعبوي “لم يعد مجرد اختلاف سياسي، بل أصبح تهديداً مباشراً لثقة المواطنين في مؤسساتهم”.
وأضاف شوكي أن “البلاد تواجه تحديات حقيقية ومعقدة، بعضها اقتصادي وبعضها سياسي مفتعل من أطراف احترفت الكذب والتبخيس، بحثاً عن مكاسب إعلامية آنية على حساب المصلحة الوطنية”، مشدداً على أن “المتضرر الأول من هذه الممارسات ليس الحكومة بل الوطن نفسه، عبر تعطيل فرص الإصلاح وإهدار الزمن السياسي وزرع الإحباط في أوساط الشباب”.
واتهم القيادي التجمعي بعض الأصوات المعارضة بأنها “تحولت إلى مقص رقابة على الوزراء، فتارة تهاجم وزير التربية الوطنية لأنه فتح مباريات لتجديد النخب، وتارة تنتقد وزير الصحة لأنه رشّد الصفقات العمومية، ثم تتدخل لتأويل لقاء إعلامي لوزيرة الاقتصاد والمالية، متناسية أن كل ذلك يدخل في صميم اختصاصات الحكومة”.
وفي نبرة لا تخلو من السخرية، قال شوكي إن “أحسن حلقة في هذا المسلسل السياسي البئيس هي تلك التي رددت المونولوغ المضحك: رئيس الحكومة كان جيداً كوزير، لكنه أصبح سيئاً كرئيس للحكومة”، متسائلاً: “هل هو جهل بالدستور أم مكر سياسي متعمد يهدف إلى دغدغة العواطف وتضليل الرأي العام؟”.
وختم شوكي مداخلته بالتأكيد على أن “الفريق النيابي للأحرار سيظل متشبثاً بخيار الإصلاح والدفاع عن منجزات الحكومة التي يساندها، وسيتصدى لكل محاولات التشويش أو عرقلة الإصلاحات”، داعياً إلى “نقاش وطني مسؤول يعيد السياسة إلى جوهرها الحقيقي: خدمة المواطن لا المتاجرة بمعاناته”.














