الصحافة _ وكالات
كشفت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، عن أن المنظمة الألمانية “بيكسل هيلبر” تسعى إلى بناء مركز تعليمي في المغرب لتدريس ما اعتبرتها “أهوال المحرقة” للكبار وأطفال المدارس، من خلال ممثلين مباشرين ومنشآت ومعارض.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية في التقرير الذي ترجمت بعض فقراته “عربي21″، إن هذا المركز سيكون هو الأول من نوعه في شمال أفريقيا، لافتة إلى أن المنظمة الألمانية غير الربحية ستقوم ببناء مركز تذكاري وتعليمي حول “الهولوكوست” بالمغرب.
وأوضحت أن المركز سيقع على بعد حوالي 26 كلم جنوب شرق مراكش، على الطريق المؤدية إلى استوديوهات ورزازات السينمائية، في بلدة آيت فاسكا الصغيرة، وهي منطقة تجذب الآلاف من السياح.
وصرح مؤسس “بيكسل هيلبر” أوليفر بينكوفسكي، للصحيفة الإسرائيلية، الأربعاء الماضي، بأن هناك نصبا تذكاريا آخر موجود في جنوب أفريقيا يوثق للمحرقة.
وتحدث بنكوفسكي عن مصدر إلهامه لإنشاء النصب التذكاري، وقال: “قرأت أن الأشخاص الذين يحملون نفس اسم العائلة مثلي قتلوا على أيدي الألمان في معسكرات الاعتقال”.
وأضاف: “بصفتي ألمانيا من أصل بولندي وخلفية ماسونية، بدأت العمل على هذا المشروع” مضيفا: “يجب على العالم أجمع أن يرى ما يمكن للبشر فعله للبشر الآخرين إذا كانوا تحت نظام دكتاتوري مثل ألمانيا النازية في عهد أدولف هتلر”.
وقال بينكوفسكي إن النصب التذكاري سيتكون من أكثر من 10000 قطعة من الحجر يمكن للزوار تصفحها.
وأضاف: “سنضع كل بلد في العالم على قطعة من الحجر على مسافة من مراكش”، لافتا إلى أن المدينة تأمل في أن يكون “نصبها التذكاري الأكبر في العالم”، وفق زعمه.
وسجل بينكوفسكي أن النصب التذكاري سيضم ممثلين وغرفًا موضوعية “لتُظهر لزوارنا جميع جوانب الحياة في معسكر الاعتقال”، مضيفا: “نحن نخطط لبناء مسارات السكك الحديدية”، ومن المخطط أيضًا إحضار قطار قديم إلى النصب التذكاري.
وأوضح أنه يسعى إلى بناء نسخة طبق الأصل من “أفران بيرغن بيلسن”، كما يتوقع من الممثلين إعادة بناء بعض المشاهد الرهيبة التي حدثت في محارق الجثث، وفق قوله.
وقال بينكوفسكي: “سنعمل على الجمع بين ذلك وبين المنشآت الصوتية. وستكون داخل المبنى التذكاري غرفة مصممة لتبدو وكأنها ثكنات وتبين كيف عانى الناس بعد يوم عمل”.
وأضاف: “سيكون هناك أيضًا غرفة تمثل مختبر البلوك 10 الشهير في أوشفيتز، الذي يوثق التجارب التي أجراها الأطباء النازيون على السجناء”.
وأوضح: “هدفنا هو أخذ الناس من المدخل والسير عبر النصب التذكاري حتى النهاية في حدث فني من شأنه أن يمس قلوب الناس وليس فقط عقولهم”.
وأشار إلى أنهم يفكرون أيضًا في شراء عقارات أخرى حول النصب التذكاري للهولوكوست، حيث يأملون في إقامة جميع الأماكن المختلفة لمعسكر الاعتقال حتى يتمكن الزوار من رؤيتهم.
وقال: “نعتقد أن الجيل الأصغر سنا يمكنه فهم المحرقة بشكل أفضل إذا رأوا أنها حية”.
وأضاف: “يمكن للناس تجربة الثكنات والأجزاء المهمة من معسكر الاعتقال. إذا لم ير الناس ما حدث في المحرقة، فلن يتمكنوا من تخيل ذلك”.
وتابع: “من المهم أن نظهر لأطفال المدارس والجميع ما حدث ليقولوا لا يمكن أن يحدث ذلك مرة أخرى”.
وسجل بينكوفسكي: “من المهم جدًا عرض مقاطع الفيديو والتسجيلات الصوتية والأشكال المسرحية حتى يفهم الناس في أذهانهم وحشية المحرقة”، مؤكدا أن “الثقافة والتبادل التاريخي هي أفضل البذور لزرع المحبة والتسامح بين البشر” وأعرب عن أمله في أن تعزز هذه المعلمة التاريخية “الصداقة بين الدول الإسلامية واليهود”.
ودعا اليهود والمسلمين في جميع أنحاء العالم “للاحتفال بهذا الحدث معنا”.