الصحافة _ وكالات
تعيش مدن شمال المغرب، وخاصة المتاخمة لمدينة سبتة التابعة للسلطات الإسبانية، ركودا اقتصاديا بعد قرار السلطات المغربية توقيف مرور السلع الأجنبية إلى ترابها عبر المعابر الحدودية مع الجارة الشمالية، منذ مدة.
وأوقفت السلطات الحدودية جميع عمليات تهريب السلع والمنتجات الإسبانية، التي كانت محركا رئيسيا لاقتصاد مناطق عدة شمال البلاد، خاصة مدينة الفنيدق، بعد سنوات من المطالب الحقوقية والانتقادات التي كانت توجه للحكومة بسبب الوضعية المزرية للنساء المغربيات الممتهنات لما يعرف بالتهريب المعيشي.
تحولت مدينة الفنيدق إلى ما يشبه مدينة الأشباح بعد قرار المغرب بمنع التهريب المعيشي عبر ممر باب سبتة الرابط بين سبتة المحتلة، و يقول سكان الفنيدق أن قرار اغلاق ” ديوانة” كان متسرعا ، وكان أحرى بالمغرب التفكير في أيجاد البديل قبل اتخاد قرار اغلاق المعبر بين الفنيدق و سبتة
ونقلت تدوينات مغاربة عبر الشبكات الاجتماعية ما تعيشه مدينة الفنيدق من ركود، بعدما كانت تعد محطة رئيسية لدخول وخروج السلع، لكونها آخر مدينة حدودية مع سبتة.
ووصف مدونون ينتمون إلى المناطق الشمالية الفنيدق حاليا بـ”مدينة الأشباح”، بعد وقف التهريب، فيما انتقد بعضهم اتخاذ هذا القرار في ظل “غياب البديل لشباب وسكان المنطقة”.
وكان مدير الجمارك المغربية قد كشف، في تصريح لوكالة “إيفي” الإسبانية نقلته وسائل إعلام محلية، أسباب إغلاق معبري سبتة ومليلية في وجه الحركة التجارية، موضحا أن الأمر يتعلق بقرار اتخذه المغرب لـ”حماية اقتصاده الذي تكبد خسائر كبيرة خلال عقود جراء تدفق السلع الإسبانية”.
وبينما هاجمت وسائل إعلام إسبانية المغرب بسبب القرار، معتبرة أنه “محاولة لخنق اقتصاد المدينتين”، نفى المسؤول المغربي أن يكون الأمر كذلك، مؤكدا أن هذين المعبرين مخصصين فقط لمرور المسافرين وليس السلع.
الركود التجاري تضررت منه أيضا مدينة سبتة وسكانها، باعتبار أنها تعتمد بشكل كبير في اقتصادها المحلي على الحركة التجارية مع المغرب، الأمر الذي دفع جمعيات محلية إسبانية إلى الاحتجاج على سلطات بلادها من أجل إيجاد بديل اقتصادي لسكان المدينة.
وكشفت وسائل إعلام إسبانية أن أحزابا محلية بسبتة قامت بمساءلة الحكومة المحلية للمدينة حول خطتها لتجاوز الأزمة الاقتصادية التي بات يعاني منها السكان إثر قرار السلطات المغربية توقيف التهريب.