الصحافة _ لمياء أكني
في ظل الأزمة الدبلوماسية المعلنة بين المملكة المغربية والإمارات العربية المتحدة، أعلن كبار الأمراء الإماراتيين عن نيتهم لإقرار مصالحة مع المغرب ونزع فتيل التوتر الذي ازداد اشتعالا مع جائحة كورونا، إذ أعلنت شركة “اتصالات المغرب”، أكبر شركات الاتصالات في المملكة، والتي تملك شركة “اتصالات” الإمارات 53% من أسهمها، المساهمة في صندوق تدبير جائحة كورونا بمبلغ 1,5 مليارات درهم، وفق ما جاء في بلاغ صحافي للشركة، اليوم الإثنين، حول النتائج المالية الخاصة بالفصل الأول من السنة الجارية.
وقالت الشركة، في بلاغها الصحافي: “في إطار التعبئة العامة وعلى غرار المجموعات الكبرى في البلاد، قررت اتصالات المغرب أن تساهم في صندوق تدبير جائحة كورونا بمبلغ يناهز 1,5 مليارات درهم”. مشيرة إلى أن فروعها المتواجدة في عدد من الدول “اتخذت إجراءات لضمان استمرارية الخدمات والوقاية بتعاون مع السلطات المعنية في كل دولة، مؤكدةً أنها ستبذل جهودها لتقليل تأثير الأزمة على أنشطتها.
وكانت الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، الهيئة التنظيمية لقطاع الاتصالات في المغرب، قد أعلنت أنها فرضت غرامة 3.3 مليار درهم (344 مليون دولار) على شركة اتصالات المغرب بسبب ممارسات احتكارية، قبل أن يقوم وزير الإقتصاد والمالية بإلزام شركة اتصالات المغرب بأداء الغرامة لفائدة الصندوق الوطني الخاص بتدبير جائحة فيروس كورونا “كوفيد-19”.
وفي ماي من سنة 2014، أعلنت شركة “فيفندي” الفرنسية عن إنهاء صفقة تفويت (بيع) حصتها في رأسمال شركة اتصالات المغرب، أكبر شركة بهذا المجال في المغرب، لمؤسسة الإمارات للاتصالات “اتصالات” مقابل 4.138 مليار يورو (5.676 مليار دولار)، حيث بلغت القيمة النهائية للصفقة 4.138 مليار يورو، وذلك بعد تدقيق على السعر المتفق عليه بين الشركتين الفرنسية والإماراتية شهر نونبر وشتنبر من سنة 2014، وهو 4.2 مليار يورو.
وشن الإعلام السعودي الإماراتي على المغرب خلال الأسابيع الماضية حملة مسعورة ضد المغرب، حيث تقول الأوساط المغربية إن هذه الهجمات حملة إماراتية لشيطنة رئيس الحكومة، زعيم حزب «العدالة والتنمية»، ذات المرجعية الإسلامية، وشيطنة المغرب ككل لرفضه الانسياق وراء السياسات الإماراتية السعودية في الخليج واليمن والموقف من «صفقة القرن».
ونشرت قناة «العربية» السعودية التي تبث من دولة الإمارات، معطيات حول أعداد الوفيات والإصابات بفيروس كورونا المستجد في المغرب، وقالت إن الفيروس تسبب بمئات الوفيات وآلاف الإصابات، في حين أن الحصيلة الرسمية لوزارة الصحة المغربية لم تتجاوز بعد 2820 إصابة، فيما وصل عدد الوفيات إلى 138 إلى حدود الساعة العاشرة من صباح أمس الأحد.
واعتبرت الأوساط المغربية أن هذا التقرير المغلوط استفزاز جديد للمغرب بعد أيام من استهداف ما يُعرف بـ«الذباب الإلكتروني الإماراتي» الحكومة المغربية ورئيسها سعد الدين العثماني. والتقرير السابق للقناة نفسها أثار غضب الرباط حين قدمت تقريرا عن الإهمال في معالجة الفيروس في المستشفيات المغربية.
كما ربطت تقارير اعلامية سبب الحملة القوية التي هاجمت المغرب بداية الأسبوع الجاري بأزمة اسرائيليين عالقين بالمملكة بعد رفض المغرب السماح لهم بالمغادرة، وذلك في اطار قرارات الحكومة وقف جميع الرحلات الخارجية.
وقالت صحيفة “جيروزاليم” الاسرائيلية أن السلطات المغربية لم تسمح بإخلاء الاسرائيليين العالقين، بعد أن وافقت إسرائيل والإمارات العربية المتحدة على إجلاء مواطنيهما من البلاد في رحلة مشتركة دون استشارة المغرب أولاً.
وحسب زعم الصحيفة ذاتها، أن المغرب كانت قد وافقت على السماح بإجلاء المواطنين الإسرائيليين من البلاد بسبب تفشي الفيروس التاجي، قبل أن تتراجع عن القرار.
وحسب الصحيفة الاسرائيلية، كان من المتوقع أن يعود الإسرائيليون العالقون حاليًا في المغرب إلى إسرائيل بحلول عطلة عيد الفصح.
وقامت الإمارات بالفعل بإجلاء 180 من مواطنيها، لكن 74 مواطنا إماراتيا ما زالوا عالقين في المغرب.
ولحل المشكلة، تضيف ذات الصحيفة، “اتصلت الإمارات بإسرائيل وعرضت إخلاء مواطنيها والإسرائيليين في رحلة واحدة من قبل الدولة الخليجية، حيث يحظر دخول طائرات شركة “العال” الإسرائيلية المجال الجوي المغربي.
المقترح الاماراتي الذي وافقت عليه اسرائبل، أغضب المغرب الذي لم يكن لديه علم، ولم تتم استشارت الحكومة المغربية في هذا القرار.
وسائل اعلام إسرائيلية أخرى، نقلت عن جاكي خوجي، أحد أبرز المحللين السياسيين في إذاعة الجيش الإسرائيلي، زعمه أن اتفاقا أوليا جرى بين المغرب وإسرائيل، قبلت بموجبه المملكة “مبدئيا” السمح بانتقال مواطنين إسرائيليين عالقين في المغرب إلى الدولة العبرية، من أجل قضاء عيد الفصح هناك، لكن هذا الأمر جرى تأجيله، حسب المصدر نفسه، وذلك بسبب “خلاف” مغربي إماراتي.
يذكر أنه خلال بداية الأسبوع الحالي، انطلقت حملة مجهولة على شبكات التواصل الاجتماعي، تستهدف جهود الحكومة المغربية في مواجهة الوضع الدولي الحالي، زعمت بوجود تهديدات وشيكة تنتظر المغرب ستتسبب له في أزمة انهيار اقتصادي.