تراجع خطير يضرب القطيع الوطني وغلاء الأعلاف يبقي أسعار اللحوم في مستويات مشتعلة

1 ديسمبر 2025
تراجع خطير يضرب القطيع الوطني وغلاء الأعلاف يبقي أسعار اللحوم في مستويات مشتعلة

الصحافة _ كندا

يشهد القطيع الوطني للماشية وضعًا مقلقًا بعد صدور نتائج الإحصاء المنجز بين 26 يونيو و11 غشت 2025، والذي كشف عن تراجع حاد في أعداد الأبقار مقابل تحسّن طفيف في قطيع الأغنام والماعز، ما دفع الحكومة إلى اتخاذ تدابير استعجالية لحماية منظومة الإنتاج وتفادي ارتفاعات أكبر في أسعار اللحوم.

ووفق المعطيات التي قدمها عبد الحق البوتشيشي، نائب رئيس الفدرالية المغربية لمقاولات التحسين الوراثي الحيواني، بلغ عدد رؤوس الأغنام 23.1 مليون رأس، منها 16.3 مليون من الإناث، فيما يضم قطيع الماعز 7.5 ملايين رأس بينها 5 ملايين إناث.

أما الأبقار، فبلغ مجموعها 2 مليون رأس فقط، بينها 1.5 مليون إناث، وهو مؤشر خطير يعكس تقلص القاعدة التناسلية وتهديد توازن العرض الوطني. كما يضم القطيع حوالي 16 ألف رأس من الإبل.

وأكد البوتشيشي أن استمرار استيراد العجول الموجهة للتسمين والذبح يكشف هشاشة الإنتاج الوطني أمام الطلب الداخلي، رغم سنوات من المخططات الفلاحية التي كان هدفها تعزيز الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء.

ولتدارك هذا الخصاص، لجأت الحكومة إلى إجراءات استثنائية شملت إعفاءات جمركية وضريبية على استيراد العجول، وفتح باب استيراد اللحوم الطازجة والمجمدة لاستقرار السوق، قبل أن تفرض رسومًا جديدة على استيراد الأغنام عقب الإحصاء الأخير لحماية الإنتاج المحلي.

كما تم لأول مرة تخصيص دعم مباشر للكسابة حسب نوع الحيوان، تراوح بين 150 و75 درهمًا للأغنام، و100 و50 درهمًا للماعز، و40 و100 درهم للأبقار، إضافة إلى دعم خاص للحفاظ على الإناث غير الموجهة للذبح يصل إلى 400 درهم للأغنام و300 درهم للماعز إلى غاية أبريل 2026.

ويشير المهنيون إلى أن الارتفاع القياسي في أسعار الأعلاف المستوردة، من الشعير إلى الشمندر والتبن، يرفع كلفة إنتاج الكيلوغرام الواحد من اللحم بشكل غير مسبوق، ما يزيد الضغط على الكسابة ويرفع الأسعار على المستهلك.

كما أدى ضعف التساقطات إلى تراجع خصوبة الأبقار بشكل ملحوظ، في ظل توقف الاستيراد من أوروبا بسبب انتشار مرض معد، ما دفع المغرب إلى الاعتماد على أسواق أمريكا الجنوبية، خصوصًا البرازيل، حيث تصل تكلفة الكيلوغرام من اللحم إلى 80 درهمًا قبل إضافة هامش ربح الجزار.

ويؤكد البوتشيشي أنه لا مؤشرات حاليًا على انخفاض أسعار لحم الأبقار، نظرًا لندرة التساقطات وارتفاع كلفة التغذية واحتفاظ الكسابة بالماشية لتحسين القطيع، ما يجعل الموسم المقبل مفتوحًا على سيناريوهات معقدة تتطلب مزيدًا من التدخل لتأمين التوازن بين العرض والطلب.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق