الصحافة _ حسن أبوعقيل من أمريكا
إختار الوصوليون الظهور في الساحة السياسية على أساس أنهم الملائكة الذين سيغيرون الرذيلة المتفشية في كل شيئ ويستبدلونها بالفضيلة التي لا مناص منها في الوقت الراهن خاصة عندما فشل تدبير الشأن العام في إطار الليبرالية والتقدمية والإشتراكية والشيوعية وتفاقم أمام استقواء الإدارة وتحكم الأعيان.
الشعب كان جاهزا لاستقبال الحزب المعارض الذي أبان عن نيته من خلال خطابات وشعارات التغيير والتصحيح ومناهضة الحكومات التي عشعشت داخل السلطة بنفس النخب السلبية والوجوه التي قبعت في مناصب المسؤولية دون عطاء ودون خدمة مصالح الشعب والبلاد لكنها ورثت الثروة وحياة البدخ والرفاهية والإغتناء في حين أن الأمة ضحت بالغالي والنفيس وكانت جاهزة لأي نداء من أجل الوطن ووحدته الترابية والوقوف سدا منيعا أمام أعداء المغرب مستعدين للإستماتة في سبيل المصالح العليا للبلاد , لكن تدبير الشأن العام خان الشعب وانقلب كأنه العدو وحارب الأمة ببرامج تعليمية لا تحقق المستوى المطلوب في تنمية البلاد ولم يهتم بمصالح الشعب على مستوى السكن والتطبيب والتشغيل ولا في مجال حقوق الإنسان والديمقراطية.
الحال على ما عليه استغله الحزب الإسلامي الذي كان ساعتها في المعارضة البرلمانية ونهج سياسة قريبة من مطالب الشارع المغربي ممما جعله يتقدم للإنتخابات على أساس أنه الحزب البديل من أجل التغيير والتصحيح فنال رضى الشعب المقهور الطامع في حياة تزخر بالمساوات وتكافؤ الفرص وتطبيق القانون على الجميع ومناهضة الإستقواء والشطط في استعمال السلطة وإلغاء نظام المحسوبية الحزبية على أساس محاربة الفساد والمفسدين والكشف عن ناهبي المال العام ومحاكمتم أمام الرأي العام .
فعلا صوت المواطنون وفعلا فاز الحزب الإسلامي وركز دعائمه في كل المصالح ونال ما نال من الرضى فتحول من حمل وديع إلى ذئب ماكر فتاجر باسم الدين من خلال مدرسة الأخلاق التي كان الهدف منها هو الضرب على الوتر الحساس للمواطن البئيس الرخيص الفاقد للكرامة وعنوان للفقر والموت البطيئ .
لم تكن الآيات القرأنية ولا الأحاديث النبوية التي كان يوظفها هؤلاء التجار إلا نصبا واحتيالا على شعب حرقته أفات الفقر والجوع والجور وعصا الطاعة التي كانت توظف من حين لآخر فاغتنوا داخل فترة وجيزة وساروا على نفس السياسات السابقة فوظفوا أهليهم وأحبابهم وكرسوا كل المتناقضات وعتوا في الأرض فسادا وأعطوا الأوامرللتنكيل بالإحتجاج والمسيرات السلمية وقهرالشعب بالزيادات في الأسعار والضرائب ورفعوا شعار ” عفا الله عما سلف ” ليضعوا أيديهم في أيدي المفسدين وحمايتهم ودعمهم ضد الأمة وضد كل من انتقدهم وطالب بالحقوق (…)
إنها البضاعة التي لا تبور , إنها مصالحهم الشخصية وحماية بعضهم بعضا تسوية بالقول ” أنصر أخاك ظالما أو مظلوما ” كشعار يتطلب التضحية من حاملي اللون السياسي من أجل إشعاع نور المصباح في بيوتهم وبيوت من ينحنون ويركعون ويسجدون لرجالات دون الله .
إنه المكر والخيانة وتجار الدين وتجارتهم التي لا تبور ما هي إلا علامة من علامات الساعة لكن الحمد لله الذي جعل الأمة واعية بهذا المسار وما فقدان الثقة في الأحزاب السياسية إلا نور على نور يتحلى به كل فرد من أفراد مجتمع وفي لا يريد أن يدخل في أي عنف لكن ما يجري ويدور من تدبير فاشل متفاقم دوني يؤزم الوضع ويجعل المغاربة على صفيح ساخن قد يضع في الأفق ألف استفهام ؟؟؟.