الصحافة _ عبدالرحمان عدراوي
مونتريال _ كندا
لم تتقبل دول أوروبية عدة مبدأ “مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس”، الذي بات ينهجه المغرب في تعامله مع دول الجوار على وجه الخصوص، ومع الدول التي تربطها به مصالح مشتركة.
ولأن المغرب بات يطلب من الآخر التعامل معه بمبدأ “رابح رابح”، فإن بعض الدول استشاطت غضبا وشنت عليه حربا إعلامية غير مسبوقة، في سعي منها لإخضاعه من جديد لخدمة مصالحها دون مقابل.
المغرب الذي يشهد له العالم أنه أصبح قوة اقتصادية إفريقية، يبدو أن توسعه في القارة السمراء بات مصدر قلق لعدة دول أوروبية اعتادت أن تستغل ثروات عددا من دول القارة، دون حسيب ولا رقيب، ورأت في الزيارات الأخيرة التي قام بها ملك المغرب لعدد من الدول الإفريقية، وتوقيع المغرب لعدد هام من الاتفاقيات ذات الطابع الاقتصادي والسياسي، منافسة مباشرة لها، قد تضعف مكانتها مستقبلا في القارة السمراء.
الغريب في الأمر أن عددا من الدول الأوروبية التي تعتبر المغرب شريكا هاما في عدد من القضايا، وعلى رأسها قضايا مكافحة الهجرة غير الشرعية، والإرهاب، هي نفسها التي أطلقت العنان لصحافتها من أجل شن هجمة شرسة على المغرب، من خلال اتهامه باستعمال برنامج بيغاسوس للتجسس على شخصيات بارزة وعدد من الأشخاص.
لم يخضع المغرب إلى تلك الضغوطات بل وفطن لمؤامرة المتحاملين عليه حيث قرر متابعة الصحف التي نشرت تلك المغالطات، بالدفاع عن نفسه أمام المحاكم الأوروبية.
وقد تبين لحد الأن، وفي إطار دراسة ملف القضية، أن المغرب بريء من المنسوب إليه، حيث لم تستطع الجهات الأخرى الإدلاء ولو بحجة واحدة على كل الادعاءات التي روجت لها سابقا ضد المغرب.
وبعدما تبين بالملموس أن مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس، وبأن الحرب الإعلامية لن تنال منه، بدأ المهاجمون يناورون من أجل وقف المتابعات في حقهم، معللين ذلك بكون سفير المغرب لا يملك حق المتابعة نيابة عن الأجهزة الأمنية المغربية، لأنه يمثل الدولة، وليس المؤسسات، علما أن القانون الفرنسي لا يسمح للدول برفع دعاوى قضائية في محاكمها.
وللأسف الشديد، فإن عددا من مغاربة العالم من “مناضلي وسائل التواصل الاجتماعي” ساهموا في ترويج الأكاذيب ضد المغرب كاستعماله برنامج التجسس بيغاسوس، فأطلقوا العنان لألسنتهم كل من موقعه المفضل، يساهمون بنية مبيتة في نشر الاتهامات دون أدلة ملموسة، كما يفعلون في كل مرة تنشر فيها منظمات حقوقية دولية معروفة بمواقفها المعادية للمغرب، تقارير مغلوطة ضده.
وحيث أن المغرب بات رقما عصيا على جهات معروفة بعداءها له، لم تتوانى هذه الجهات في الإنفاق بسخاء على من يساعدها على عرقلة مساره في البناء والاستقرار، سواء تعلق الأمر بمنظمات حقوقية، أو منابر إعلامية، أو أشخاص اعلنوا مسبقا عن عداءهم للمغرب.