الصحافة _ وكالات
في الوقت الذي قرر فيه المغرب مقاطعة مؤتمر برلين2 حول ليبيا، وخفض تمثيليته في مؤتمر دعم استقرار ليبيا، الذي احتضنته طرابلس، قبل أيام قليلة، من المتوقع أن يعود إلى المشاركة بوفد مهم في مؤتمر باريس حول ليبيا، المنتظر انطلاقه، غدا الجمعة.
وقالت مصادر إن المغرب وجهت إليه دعوة رسمية للمشاركة في مؤتمر باريس حول ليبيا، إلى جانب كل من الجزائر، وعدد من الدول العربية، والغربية، والمنظمات الإقليمية.
وأوضحت مصادر أنه من المنتظر أن يكون المغرب حاضرا بوفد مهم في المؤتمر، المرتقب غدا، إذ يتوقع أن يقود وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، الوفد المغربي المشارك في المؤتمر.
ويراهن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على المؤتمر الدولي حول ليبيا، المرتقب، غدا، في باريس، لإعطاء “دفع” أخير لانتخابات 24 دجنبر المقبل، التي تبقى موضع شك على خلفية تجدد التوتر بين المعسكرين المتنافسين.
وأشار قصر الإليزيه، في معرض تقديمه المؤتمر، الثلاثاء إلى أن “الانتخابات في متناول اليد. هناك حركة قوية تعمل في ليبيا حتى يتم إجراؤها. واستقرار البلاد معلق عليها”، مشددا على أنه من الضروري “جعل العملية الانتخابية غير قابلة للطعن، ولا عودة عنها وضمان احترام نتيجة الانتخابات”، وذلك قبل الانتخابات الرئاسية المرتقبة، في 24 دجنبر المقبل، والتشريعية التي باتت مقررة بعد شهر من ذلك التاريخ.
وهذه الانتخابات ثمرة عملية سياسية شاقة، جرت برعاية الأمم المتحدة، ومن المفترض أن تفضي إلى طي صفحة الفوضى العارمة، التي شهدتها ليبيا لعقد من الزمن، منذ سقوط نظام معمّر القذافي في عام 2011، وإلى وضع حد للانقسامات، والصراعات بين معسكري غرب البلاد، وشرقها.
لكن إجراء الانتخابات يبدو غير محسوم في ظل أجواء سياسية غير مستقرة، وتباينات لا تزال قائمة، لا سيما حول الجدول الزمني للانتخابات، في إطار أمني لا يزال هشا.
وقصر الإليزيه كان قد تحفظ على الكشف عن لائحة المسؤولين، الذين سيشاركون في مؤتمر الغد، واكتفى بالحديث عن أن نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سيحضران المؤتمر، من دون إعطاء لائحة مفصلة.
وكان المغرب قد قاطع مؤتمر برلين 2 حول ليبيا، لتزامنه مع أزمة دبلوماسية بين المغرب وألمانيا، كما شارك في مؤتمر دعم استقرار ليبيا، ولكن اكتفى بوفد يرأسه السفير، المدير العام في وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، فؤاد يازوغ.
مشاركة المغرب في مؤتمر ليبيا، تأتي بعدما قطع أشواطا في التقريب بين وجهات نظر الفرقاء الليبيين في عدة جولات من الحوار، التي احتضنها في مدن طنجة، والرباط، وبوزنيقة، كما استقبل مسؤولين ممثلين لمختلف الأطياف الليبية، مؤكدا في كل المحطات أن هدفه هو استقرار ليبيا، ووحدتها، وأنه لا يملك أجندة خاصة، وإنما يرعى الأطراف للتوصل إلى حل ليبي-ليبي.
المصدر: اليوم 24