الصحافة _ وكالات
انتقدت الهيئات المغربية الداعية إلى المسيرة الاحتجاجية الشعبية ضد خطة الإملاءات الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية “صفقة القرن”، المزمع تنظيمها يوم الأحد المقبل، في العاصمة الرباط، وزير الخارجية ناصر بوريطة.
وطالبت الهيئات، الممثلة لأكثر من 36 تنظيماً مدنياً ونقابياً وسياسياً وحقوقياً، بوريطة بتقديم اعتذار للشعب المغربي عن تصريحاته بمجلس الغرفة الثانية للبرلمان المغربي، الثلاثاء الماضي، والتي قال فيها إنّ المغاربة “يجب ألا يكونوا فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم”.
وعبرت الهيئات، في ندوة صحافية، يومه الخميس، عقدت بمقر نادي المحامين بالرباط، عن إدانتها لـ”كافة المواقف المتخاذلة الخارجة عن إجماع الشعب المغربي، وترفض كل الصفقات والمؤامرات التي تُحاك ضد فلسطين”، معتبرة أنّ “الدفاع عن القضية الفلسطينية والوفاء لها لا يختلف عن مساندة قضية الصحراء”.
المنسق العام لـ”المؤتمر القومي الإسلامي” خالد السفياني، اعتبر تصريحات وزير الخارجية “إهانة للشعب المغربي المجمع بكل مكوناته وأحزابه ومنظماته على التصدي لما يسمى بصفقة العار، والانخراط في معركة تحرير فلسطين كل فلسطين والقدس كل القدس لا شرقية لا غربية”، مطالباً إياه بتقديم اعتذار.
وقال السفياني، في كلمة ألقاها بالندوة: “إذا كان ناصر بوريطة لا يريد أن يكون مدافعاً عن القضية الفلسطينية فنحن فلسطينيون، والمغرب يتحمل مسؤولية جسيمة بصفته رئيس لجنة القدس”.
وتابع: “من صرح على هواه ولم يكن وفيّاً للموقف الرسمي والشعبي المغربي، عليه أن يراجع حساباته، وأن يتراجع عن موقفه، فنحن لا نتوسل أحداً، بل ننطلق من الثوابت، ومن يُخل بها فهو ساقط”، مشيراً إلى أنّ الرسائل الملكية السابقة بشأن موقف المغرب من القضية الفلسطينية، وكذلك ما عبّر عنه رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، تجعل موقف وزير الخارجية المغربي “معزولاً”.
من جهته، قال منسق “مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين” عبد القادر العلمي، إنّ “وفاءنا للقضية الفلسطينية لا يختلف عن مساندتنا لقضية الصحراء، وإنّ القضية فرصة لترك كل الخلافات الصغيرة جانباً، وتعبئة كل الطاقات لمقاومة الاحتلال الجاثم على أرض فلسطين”.
وشدد العلمي على أنّ “الموقف الحقيقي للشعب المغربي، هو ما سيعبّر عنه في مسيرة شعبية حاشدة صبيحة يوم الأحد، كخطوة تنطلق بعدها مبادرات وفعاليات نضالية متعددة الأشكال في مختلف أنحاء المغرب، وسيشاهد العالم مرة أخرى أنّ الشعب المغربي وفيّ لقضاياه المبدئية، ولا يتزحزح عنها تحت أي ضغط أو ابتزاز يتعلق بقضاياه الوطنية”.