برادة يفتتح الموسم الدراسي بالشعارات الرنانة.. والواقع الميداني يفضح فوضى التعليم وازدحام الأقسام

7 أكتوبر 2025
برادة يفتتح الموسم الدراسي بالشعارات الرنانة.. والواقع الميداني يفضح فوضى التعليم وازدحام الأقسام

الصحافة _ كندا

على الرغم من الخطاب الملمّع الذي قدّمه وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، وهو يطلق الدخول المدرسي الجديد في شتنبر الماضي وسط عدسات الكاميرات وزيارات بروتوكولية مُحكمة الإخراج، إلا أن الواقع الميداني يرسم صورة مختلفة تماماً: موسم مرتبك، مكتظ بالأعطاب البنيوية والتنظيمية، أبعد ما يكون عن شعار “المدرسة الرائدة” الذي رفعته الوزارة.

في إقليم سيدي سليمان، الذي يعكس نموذجاً مصغراً عن حال التعليم في مناطق عديدة، وجد التلاميذ أنفسهم محشورين في أقسام تصل إلى 46 تلميذاً كما في إعدادية 11 يناير بدار بلعامري، بينما تعاني مؤسسات أخرى من غياب أبسط الشروط الإدارية والتربوية، مثل ثانوية زينب النفزاوية التي تفتقد مكاتب إدارية وتجهيزات أساسية.

الأخطر أن الانطلاقة الفعلية للدروس تأخرت بفعل الخصاص الكبير في الأساتذة والأطر الإدارية، والتأخر في الحركة الإقليمية وتعيينات الخريجين الجدد، ما أجبر عدداً من الأساتذة على التنقل بين المؤسسات بشكل ارتجالي لتغطية العجز.

أما مشروع “المدرسة الرائدة” الذي روّج له الوزير كعنوان لنهضة تعليمية، فيبدو مجرد واجهة لمدارس مركزية محدودة التجهيزات، بينما مؤسسات القرى والأطراف ما تزال عالقة في واقع أقسام ضيقة من البناء المفكك، وأعداد مكتظة، ووسائل شبه منعدمة، في صورة تكشف بوضوح اختلال العدالة المجالية وضعف الاستثمار في البنية التحتية.

النقابة الوطنية للتعليم التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل لم تتأخر في دق ناقوس الخطر، محذّرة في بيان لها من “تعثرات خطيرة تهدد السير العادي للموسم الدراسي”، وموضحة أن قرار الوزارة برمجة التحاق جميع الفئات في يوم واحد مع انطلاق تكوينات “الريادة” تسبب في فوضى تنظيمية أربكت المؤسسات، خصوصاً في القرى.

كما سجّل البيان استمرار الاعتماد على أقسام البناء المفكك رغم مخاطره الصحية، وغياب التفويج في المواد العلمية، وضعف التجهيزات البيداغوجية والإدارية.

البيان تجاوز حدود التشخيص ليحمّل الوزارة مسؤولية “تكرار الأخطاء نفسها كل موسم”، مؤكداً أن أي إصلاح تعليمي حقيقي يظل رهيناً بإرادة سياسية جادة تعالج الأعطاب الاجتماعية والاقتصادية التي تخنق الأسر والتلاميذ.

وبينما يواصل الوزير برادة خطاب الوعود والشعارات، تتعمّق الفجوة بين الصورة الرسمية والواقع القاسي الذي يعيشه مئات الآلاف من التلاميذ في مختلف ربوع المغرب.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق