الصحافة _ إلياس المصطفاوي
تهرٌب ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمن بالخارج، اليوم الأربعاء 15 أبريل الجاري، من مناقشة وضعية آلاف المغاربة العالقين في نحو 20 بلدا، ضمنهم مرضى ومسنون ونساء وأطفال وحوامل، في لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين في الخارج، بمجلس النواب، والتي دعا إليها فريق الأصالة والمعاصرة، حيث فوٌَضَ لنزهة الوافي الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، والتي لا تملك أي اختصاص حكومي، لمواجهة نواب الأمة، في تهرب واضح من مسؤوليته الدبلوماسية والحكومية التي أوكلها له الملك محمد السادس.
وأبان ناصر بوريطة عن فشله الدبلوماسي وخذلانه للثقة التي وضعها فيه الملك محمد السادس لتدبير قطاع حكومي حسٌاس، حيث بعد إعلان هروبه من المسائلة البرلمانية تحت قبة مجلس النواب، بسب عدم قدرته على التواصل والمواجهة وتبرير وتصريف مواقف الدولة المغربية وصناعة الأمل على محيا آلاف المغاربة. لم تجد نزهة الوافي التي عبرت عن تألمها على المغاربة العالقين خارج أرض بسبب الإجراءات المتخذة لمواجهة تفشي جائحة “كورونا”، بداً من رفع الراية البيضاء، والإستسلام أمام الهجوم العنيف الذي شنه البرلمانيون أعضاء لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين في الخارج، بمجلس النواب، بعد إعلانها أن 18226 مواطن مغربي عالق في عدد من دول المعمور.
وشن خالد البوقرعي، النائب البرلماني المنتمي لحزب العدالة والتنمية، هجوما عنيفا على وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمن بالخارج، حيث قال في مداخلته أمام أعضاء اللجنة البرلمانية: “بوريطة كان خاصو يجي اليوم للجنة الخارجية باش يسمعو منو الكلام حقاش هو وزيرة الخارجية، مخاطبا الوزيرة نزهة الوفي بالقول: “رجاء بلغوه”.
واعتبر خالد البوقرعي أن “الخارجية أهانت رئيس الحكومة ملي كذبات رقم لي علن عليه البارح”، خصوصا وأن رئيس الحكومة قال بأن العدد وصل لـ7500 شخص، فيما أعلنت نزهة الوافي أن العدد يصل إلى 18226 مواطن مغربي”، مضيفاًُ بالقول: “الخارجية أهانت الحكومة ماشي البرلمان”.
وانتقد نور الدين مضيان، رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب، طريقة تدبير الحكومة لملف المغاربة العالقين بالخارج، حيث قال: ”لبارح بالليل تاصلو بيا مغاربة عالقين، راه مأساة، كاين لي وحلو ف الخزيرات وبلجيكا واسبانيا وغيرها، كاين لي خلا وليدات صغار وجا المغرب وحاصل”.
ووصف رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب، هذه المآسي بأنها “دموع من دم”، مطالبا الحكومة ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج بالوضوح والكشف عن وضعية هؤلاء المغاربة، واصفا الوضعية بالكارثية، سواء تعلق الأمر بالعالقين فالخارج ولا لي حاصلين فالمغرب.
وبخصوص التضارب الحاصل في عدد المغاربة العالقين بين رئيس الحكومة ووزيره في الشؤون الخارجية، قال نورالدين مضيان :”هذا خلل كبير إذا صحت هذه الأرقام، بمعنى جهة من الجهات مكتقولش الحقيقة والا معندهومش احصائيات دقيقة”، مضيفا :”واش رئيس الحكومة لي مرجع ديالو الوزارة المكلفة، دار خطأ ؟”.
وشدد نورالدين مضيان على ضرورة استحضار البعد الانساني في التعامل مع وضعية المغاربة العالقين، مؤكدا أن “معطيناش الأهمية لهاد الموضوع ديال الترحيل”، مشداا على أن “الحل هو الترحيل مع اتخاذ جميع الإجراءات الصحية اللازمة لسلامة المغاربة العالقين، راهم جزء مهم من الشعب المغرب”.
ودعت فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، الحكومة للعمل وبأقصى سرعة على تجاوز الصعوبات المطروحة والعمل على إجلاء المواطنين المغاربة العالقين بالخارج، ومن ثم طي هذا الملف وفي أقرب الآجال.
وجاء في مراسلة فاطمة الزهراء المنصوري، التي وجهتها لأعضاء المجلس الوطني من مغاربة العالم، أن “حزب الأصالة والمعاصرة يتابع الأوضاع الصعبة التي يعيشها الكثير من المواطنين المغاربة ممن وجدوا أنفسهم عالقين خارج أرض الوطن بسبب إغلاق الحدود وتوقيف الرحلات بين مختلف دول العالم”.
وكشفت المنصوري أنها تنسق بشكل يومي مع عبد الطليف وهبي الأمين العام حول جميع التحديات التي يواجهها المواطنون داخل وخارج أرض الوطن جراء جائحة فيروس “كورونا المستجد”.
وأكدت رئيسة المجلس الوطني، أن “قيادة الحزب ونوابه ومستشاريه، يتابعون بدقة وضعيتهم، سواء مع الحكومة ومع باقي السلطات الوطنية، أو مع مختلف الجهات الدبلوماسية الوطنية والأجنبية”.
وقد دخلت منظمات حقوقية على الخط بتوجيه مطالب لإعادة المغاربة العالقين خارج المملكة، بالإضافة إلى تمكين المهاجرين المغاربة المتواجدين في المغرب من العودة إلى بلدان الإقامة.
وفي هذا الإطار، وجهت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، مؤخرا نداء إلى العاهل المغربي من أجل إطلاق رحلات جوية من وإلى المغرب.
وقالت الرابطة إنها “تتابع الوضع الخطير الذي يعيشه العديد من المغاربة العالقين بالدول الأجنبية والذين كانوا في رحلات عمل أو سياحة أو علاج”.
كما تطرقت الرابطة إلى وضعية “المغاربة المهاجرين بالديار الأوروبية وبالأخص بدولة إسبانيا والعالقين بالمغرب” والذين قالت إن “ظروفهم الصحية والعائلية والمهنية تحتم عليهم العودة إلى بلدان إقامتهم” لافتة إلى أن “الدول الأوروبية لا ترى مانعا من استقبال هؤلاء المهاجرين وفق رحلات منظمة من طرف السلطات المغربية”.
كما لفتت إلى قيام العديد من البلدان باستقبال مواطنيها العالقين في الخارج رغم تفشي الوباء.
وتبعا لذلك دعت الرابطة إلى “تنظيم رحلات استثنائية للمغاربة العالقين بالخارج مع اتخاذ كافة التدابير الصحية الموصى بها من لدن المنظمة العالمية للصحة”، إلى جانب “تنظيم رحلات استثنائية للمهاجرين المغاربة العالقين بالمغرب والذين يعيشون أوضاعا مأساوية” بحسب تعبيرها.
ودعا سياسيون وحقوقين الدولة المغرب إلى توفير الرعاية والاهتمام اللازمين بالمغاربة العالقين بالخارج بسبب كورونا، وتقديم ما يلزم من رعاية نفسية واجتماعية وصحية خلال فترة انتظار ترحيلهم.
كما دعا هؤلاء، في نداء إلى تتبع دقيق ومستمر لوضعيتهم والتواصل بطريقة منتظمة معهم للتخفيف من معاناتهم المادية والمعنوية.
وشدد النداء على ضرورة الإسراع في إرجاعهم إلى بلدهم مع توفير كل الإجراءات الاحتياطية للحجر الصحي الوقائي. ونذكر في الأخير أنه من واجب المصالح الدبلوماسية والقنصلية المغربية أن تسهر في هذه الظروف الصعبة على حماية سلامة وأمن المواطنين المغاربة العالقين والاستجابة لمطالبهم الملحة وخاصة المرضى والنساء والأطفال والمسنين.