الصحافة _ الرباط
أشرف الملك محمد السادس يوم أمس الخميس على إعطاء الانطلاقة الرسمية للسنة التربوية الجديدة بمركز التكوين في مهن الفندقة والسياحة بتمارة، تأكيدا منه على أهمية التكوين المهني في تأهيل الشباب، وهو ما يبرز التوجه الجديد للمغرب في إيلاء أهمية أكبر للتكوين المهني، كما يظهر تخلي الملك عن تقاليد استمرت لسنين.
استأنف الملك محمد السادس يوم أمس الخميس أنشطته الرسمية، بالإشراف على إعطاء الانطلاقة الرسمية للسنة التربوية 2019-2020 بمركز التكوين في مهن الفندقة والسياحة، المتواجد بحي كيش الوداية بتمارة.
وأشارت وكالة المغرب العربي للأنباء إلى أن الملك قام “بزيارة ورشات مركز التكوين في مهن الفندقة والسياحة، الذي تم إنجازه بشراكة مع مؤسسة محمد الخامس للتضامن ودشنه جلالة الملك في 15 يوليوز 2014”.
وبهذه المناسبة قدمت المديرة العامة للتكوين المهني وإنعاش الشغل لبنى طريشة، عرضا حول مستوى تقدم برنامج مدن المهن والكفاءات، الذي يعد العمود الفقري لخارطة الطريق الجديدة لتنمية قطاع التكوين المهني، التي تمت بلورتها تنفيذا للتوجيهات الملكية، وتقديمها للملك في 4 أبريل الماضي.
وأوضحت طريشة، أن هذا البرنامج يهدف إلى تدشين جيل جديد من مؤسسات التكوين المهني، التي تشجع قابلية الشباب للتشغيل وتنافسية المقاولات وخلق القيمة على المستوى المحلي، من جهة، وكذا تحفيز مسيرة التغيير نحو منظومة وطنية للتكوين المهني متجانسة وأكثر نجاعة، من جهة أخرى، حيث يقتضي هذا البرنامج، حسب المديرة العامة للتكوين المهني وإنعاش الشغل، “إنجاز 12 مدينة للمهن والكفاءات، بواقع مدينة لكل جهة من جهات المملكة”.
في الماضي كان الملك محمد السادس يترأس هذا النوع من المناسبات السنوية في المدارس العامة، وغالبا تلك المخصصة للتعليم الابتدائي، وفي سنة 2017 لم يكسر الأمير مولاي الحسن هذه القاعدة، عندما أعطى الانطلاقة الدراسية 2017-2018 من مدرسة في منطقة حسان بالرباط.
يمثل هذا التغيير تخليا عن تقاليد عرفها المغرب مند بداية الألفية الثالثة، وهو دليل يؤكد رهان الملك محمد السادس على أهمية التكوين المهني في تأهيل الشباب في القرى وضواحي المدن للاندماج في سوق الشغل، كما أنه يتماشى مع الرسائل الملكية التي تم توجيهها، بمناسبة الذكرى السادسة والستين لثورة الملك والشعب لسنة 2018 و2019، وأيضا خلال افتتاح السنة البرلمانية من 2018.
وسبق للملك محمد السادس أن أكد في خطابه بمناسبة الذكرى السادسة والستين لثورة الملك والشعب في 20 غشت 2019، أنه سيظل يشدد على أهمية التكوين المهني في إدماج الشباب انطلاقا من حرف الصناعة التقليدية وما توفره لأصحابها من دخل وعيش كريم، مرورا بالصناعات الغذائية والمهن المرتبطة بالفلاحة التي يتعين تركيزها بمناطق الإنتاج حسب مؤهلات كل جهة، ووصولا إلى توفير كفاءات وطنية في السياحة والخدمات والمهن الجديدة بالمغرب، لصناعة السيارات والطائرات وفي مجال تكوين التكنولوجيات الحديثة.
واعتمد المغرب منذ خمسة أشهر استراتيجية جديدة تتماشى مع متطلبات سوق الشغل، وذلك من خلال تطوير قطاع التكوين المهني وإحداث “مدن المهن والكفاءات” في مختلف جهات المملكة.