الصحافة _ وكالات
في رد سريع على اعلان الجزائر أن القنصل المغربي في وهران قد غادر البلاد على خلفية أزمة دبلوماسية بين البلدين، ووصف إياه بـ”ضابط في المخابرات”، عبرت الرباط عن امتعاضها من هذه “الادعاءات”.
وقال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، أنه “أمام الخطورة القصوى لتصريحات الناطق باسم الرئاسة الجزائرية، فإن المغرب يعبر عن امتعاضه إزاء الإدعاءات الصادرة عن ممثل مؤسسة يفترض فيها أن تتحلى بحسن تقدير الأمور وضبط النفس”.
وأعلن المتحدث باسم الرئاسة الجزائرية، الثلاثاء، أن القنصل المغربي في وهران غادر البلاد على خلفية تسببه بأزمة دبلوماسية بين البلدين، واصفا إياه بـ”ضابط في المخابرات”، في تصريح سارعت الرباط إلى إبداء “امتعاضها” إزاءه.
وصرح وزير الخارجية المغربي لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “المغرب ارتأى، بداية، عدم التفاعل مع هذه التصريحات غير المسؤولة التي تعودنا عليها منذ عقود”.
وأضاف بوريطة، أنه “أمام الخطورة القصوى لهذه التصريحات، فإن المغرب يعبر عن امتعاضه ازاء الإدعاءات الصادرة عن ممثل مؤسسة يفترض فيها أن تتحلى بحسن تقدير الأمور وضبط النفس”.
وتساءلت الرباط عن “الدوافع الحقيقية وراء هذا التصعيد الجديد والإرادة المستمرة للجزائر في تغذية مناخ من الارتياب يسير عكس كل قواعد حسن الجوار”.
وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي في أيار/مايو فيديو تناقلته أيضا وسائل إعلام جزائرية، يظهر فيه قنصل المغرب بمدينة وهران (شمال غرب) وهو يتحدث لرعايا مغاربة عالقين تظاهروا أمام القنصلية للمطالبة بترحيلهم إلى بلدهم، إثر وقف الرحلات الجوية منتصف آذار/مارس بسب انتشار وباء كورونا.
وفي الفيديو المنسوب للقنصل المغربي، حاول الأخير إقناع المتظاهرين بضرورة تفريق التجمع، حيث سمع: “أنتم تعرفون نحن في بلد عدوّ، حتى نتكلم بصراحة”.
وقال الوزير أن بلاده ترفض هذه “الادعاءات السخيفة” بشأن وصف الجزائر للقنصل المغربي بأنه “ضابط في المخابرات” والتي “لا أساس لها من الصحة”.
وأكد بوريطة أن القنصل العام للمملكة بوهران هو إطار بوزارة الخارجية، وله مسار مهني يمتد ل 28 سنة، سواء في المصالح المركزية أو في عدة مناصب بالخارج.
وتابع بوريطة أنه “حرصا منا على الحفاظ على الهدوء في العلاقات الثنائية، لا سيما في خضم السياق الإقليمي والدولي الصعب في ظل تفشي جائحة كوفيد-19، بادرت إلى الاتصال بنظيري الجزائري لأبلغه أنه بغض النظر عن مدى صحة الأقوال المنسوبة إلى القنصل، فقد قرر المغرب استدعاءه فورا”.
“استدعاء القنصل جاء بمبادرة حصرية من المغرب، يضيف الوزير المغربي، “ولو أن القنصل ظل على الدوام يؤدي مهامه بطريقة مناسبة ومهنية تماما”.
وشدد بوريطة على أن “المملكة، في أي وقت، أي طلب رسمي من السلطات الجزائرية باستدعاء قنصلها العام”.
وفي ختام المقابلة الصحفية، قال الوزير أنه “وفقا للسياسة التي يحث عليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، نهج المغرب على الدوام خيار التهدئة في علاقاته مع الجزائر”، مضيفا أنه بلده و”لتفادي التصعيد، فهو يمتنع حتى عن الرد عن الاستفزازات المتعددة والهجمات الإعلامية الموجهة ضد المملكة”.
وتداولت تقارير صحفية جزائرية أن السلطات المغربية قامت بترحيل القنصل المغربي في وهران الخميس الماضي، على متن رحلة جوية خصصت لنقل المغاربة العالقين بالجزائر.
وقالت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان سابق، أنها استدعت سفير المملكة المغربية بالجزائر، حيث تمت “مواجهته بالأقوال التي صدرت عن القنصل العام للمملكة المغربية بوهران خلال النقاش الذي دار بينه ومواطنين مغاربة”.
وقالت الخارجية الجزائرية إنه تم إبلاغ السفير المغربي بأن “توصيف القنصل العام المغربي في وهران للجزائر، إذا ما تأكد حصوله، على أنها “بلد عدو” هو إخلال خطير بالأعراف والتقاليد الدبلوماسية لا يمكن بأي حال من الأحوال قبوله”.
