المغرب يطرق أبواب آسيا.. هل تنهي سنغافورة وماليزيا احتكار أوروبا لمنتجاتنا الفلاحية؟

4 مارس 2025
المغرب يطرق أبواب آسيا.. هل تنهي سنغافورة وماليزيا احتكار أوروبا لمنتجاتنا الفلاحية؟

الصحافة _ كندا

يستعد حوالي 15 مصدراً مغربياً للخضر والفواكه للانضمام إلى بعثة تجارية نحو سنغافورة وماليزيا الشهر المقبل، في خطوة إستراتيجية تهدف إلى تعزيز الصادرات المغربية نحو أسواق جديدة بعيداً عن الضغوط الأوروبية المتزايدة. هذه البعثة، التي تنظمها منظمة الأغذية والزراعة “الفاو” والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، بشراكة مع “فود إكس المغرب”، تعكس سعي المغرب إلى كسر هيمنة السوق الأوروبية، التي باتت تتحكم في تدفقات المنتجات الزراعية المغربية عبر تضييقات متزايدة من طرف المزارعين الفرنسيين والإسبان.

وفقًا للمنظمين، فإن البرنامج يتضمن اجتماعات مباشرة بين المصدرين المغاربة ومستوردين كبار وتجار تجزئة من سنغافورة وماليزيا، حيث يخطط لاستقطاب ما بين 10 و15 مستورداً من كل دولة، مما يفتح الباب أمام الفاعلين المغاربة لتوسيع شبكاتهم التجارية في هذه المنطقة التي تشهد نمواً متزايداً في الطلب على الفواكه والخضر.

الضغوط الأوروبية على المنتجات المغربية لم تعد خافية، فقد أصبح المزارعون الفرنسيون والألمان يرفعون أصواتهم ضد تنامي الصادرات المغربية، كما ظهر جلياً في معرض باريس الأخير، حيث عبر الفلاحون الفرنسيون عن استيائهم من تدفق الطماطم المغربية، وهو ما يعكس واقع المنافسة غير العادلة التي يواجهها الفلاح المغربي أمام حملات التشويه والضغوط السياسية.

رياض أوحتيتا، خبير ومستشار فلاحي، يرى أن تنويع الأسواق والانفتاح على وجهات جديدة لم يعد خياراً، بل ضرورة ملحة لضمان استمرارية القطاع الفلاحي المغربي. وأوضح أن المغرب كان يعتمد قبل جائحة كورونا على السوق الأوروبية، حيث كان المستوردون الفرنسيون والألمان يعيدون بيع المنتجات المغربية للدول الإسكندنافية والآسيوية، لكن هذا الوضع تغير اليوم، مما يجعل البحث عن أسواق بديلة أمراً حتمياً.

رغم الفرص الواعدة في الأسواق الآسيوية، فإن المنافسة تظل شرسة، حيث تسيطر دول مثل إيران، مصر، وإسبانيا على جزء كبير من هذه السوق، مما يفرض على المنتجين المغاربة تحسين جودة منتجاتهم وضمان جاذبيتها لمنافسة الكبار.

إبراهيم الزين، أحد مصدري البطيخ الأحمر بزاكورة، يؤكد أن البحث عن أسواق جديدة هو السبيل الوحيد لضمان استمرار التجارة الفلاحية المغربية. مشيراً إلى أن “الدلاح الزكوري”، الذي يتميز بجودته العالية، لا منافس له على الصعيد الوطني والدولي، ما يجعل فرص تسويقه في الأسواق الآسيوية أكثر واقعية. كما أوضح أن السوق الأوروبية لم تعد بنفس السهولة التي كانت عليها في السابق، حيث أصبح المستوردون الأوروبيون يطلبون اختبارات دقيقة للمحاصيل قبل التصدير، مما يجعل تقدير حجم الطلب تحدياً إضافياً بالنسبة للمزارعين المغاربة.

التوجه نحو سنغافورة وماليزيا يشكل خطوة جريئة نحو التحرر من الضغوط الأوروبية وفتح آفاق جديدة أمام المنتجات الفلاحية المغربية. ومع استمرار الحصار غير المعلن الذي تفرضه بعض اللوبيات الأوروبية، فإن الرهان اليوم هو على الأسواق التي تقدر الجودة ولا تخضع للابتزاز السياسي والتجاري. فهل ينجح المغرب في فرض نفسه لاعباً قوياً في الأسواق الآسيوية، أم أن الطريق لا يزال طويلاً أمام تحقيق الاستقلال التجاري الحقيقي؟

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق