الصحافة _ كندا
تستعد الرباط لإطلاق تحرك دبلوماسي واسع داخل الاتحاد الإفريقي لإعادة تشكيل موازين القوة بشأن ملف الصحراء، مستندة إلى الزخم السياسي الذي منحه قرار مجلس الأمن الأخير والذي كرس جدية وواقعية مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
وبحسب تقرير “أفريكا أنتليجنس”، يعمل المغرب على إقناع عدد من الدول الإفريقية بسحب اعترافها بما يسمى “الجمهورية الصحراوية”، في خطوة تعتبر امتداداً لاستراتيجية بدأتها الرباط منذ العودة إلى الاتحاد الإفريقي عام 2017، والتي تقوم على الاستثمار الاقتصادي العميق وبناء تحالفات قوية في West وEast Africa، وتعزيز التعاون الأمني والطاقي ومكافحة الإرهاب.
هذا التحرك يستفيد من تحول ملحوظ في مواقف بعض الدول الإفريقية، خصوصاً بعد صدور قرار أممي أنهى عملياً رهانات أطروحات قديمة، ووجّه نحو حل سياسي واقعي يقوم على السيادة المغربية. مصادر دبلوماسية أفادت أن عدداً من العواصم الإفريقية بات يرى أن استمرار الاعتراف بالكيان الانفصالي يشكل عبئاً سياسياً يعطل انسجام المنظمة ويضعها في تناقض مع مسار الأمم المتحدة.
كما تراهن الرباط على دعم دول مؤثرة ترتبط معها بشراكات اقتصادية ضخمة، وعلى دورها المتنامي في قضايا التنمية والأمن داخل القارة، من أجل دفع الاتحاد نحو موقف أكثر توازناً ينسجم مع الشرعية الدولية.
وفي حال تمكن المغرب من حشد كتلة وازنة داخل المنظمة، قد يشهد الاتحاد الإفريقي تحولاً تاريخياً في ملف الصحراء، ما قد يثير مواجهة دبلوماسية جديدة مع الجزائر والدول الداعمة للبوليساريو خلال القمم القارية المقبلة.
