الصحافة _ كندا
كشف تقرير دولي جديد أصدرته شركة الاستشارات العالمية “أوليفر وايمان” أن المغرب أصبح في سنة 2024 الدولة الأولى عالمياً من حيث أدنى تكلفة يد عاملة لكل مركبة، إذ لا تتجاوز التكلفة 106 دولارات أمريكية، متقدماً على دول صناعية كبرى مثل رومانيا (273 دولاراً) والمكسيك (305 دولارات) وتركيا (414 دولاراً) والصين (597 دولاراً).
وأوضح التقرير، الصادر تحت عنوان “التعمق في تكاليف اليد العاملة لكل مركبة”، أن هذا الأداء يعكس تحولاً بنيوياً في سلاسل الإنتاج العالمية، جعل من المغرب محوراً صناعياً رئيسياً لصناعة السيارات، خصوصاً بالنسبة للمجموعات الفرنسية رونو وستيلانتيس، التي تعتمد مصانع المملكة كقاعدة إنتاج منخفضة التكلفة ومجاورة للأسواق الأوروبية.
وأشار التحليل إلى أن الإنتاج الصناعي المغربي ارتفع بـ29% بين 2019 و2024، وهي النسبة الأعلى ضمن 18 دولة تمت دراستها، في وقت شهدت فيه معظم الدول الأوروبية تراجعاً حاداً في إنتاج السيارات. وعزا التقرير هذا النمو إلى تحسين البنية التحتية الصناعية، وتوسيع شبكة المصانع الحديثة، وارتفاع إنتاجية اليد العاملة المغربية.
وأكدت “أوليفر وايمان” أن انخفاض التكلفة في المغرب لم يعد مرتبطاً فقط بمستوى الأجور، بل بفضل الكفاءة التشغيلية، وأتمتة خطوط الإنتاج، وجودة سلاسل التوريد المحلية، مما جعل المغرب يتفوق حتى على الصين في كلفة الإنتاج. كما أن موقعه الجغرافي القريب من أوروبا واستقراره السياسي يجعلان منه موقعاً آمناً وجاذباً للاستثمارات الصناعية في مرحلة تعيد فيها كبرى الشركات العالمية توزيع إنتاجها بسبب الأزمات الجيوسياسية والتجارية.
ويرى التقرير أن التجربة المغربية تمثل نموذجاً ناجحاً لإعادة تشكيل سلاسل القيمة الأوروبية، على غرار التجربة المكسيكية في أميركا الشمالية، لكن في بيئة أكثر استقراراً واستدامة، مما يعزز مكانة المملكة كـقوة صناعية صاعدة ومركز تنافسي عالمي في صناعة السيارات.














