المغرب يراكم الانتصارات.. ما دلالات حصول الرباط على وضع “شريك” لدى “آسيان”؟

5 سبتمبر 2023
المغرب يراكم الانتصارات.. ما دلالات حصول الرباط على وضع “شريك” لدى “آسيان”؟

الصحافة _ وكالات

يواصل المغرب حضوره على المستوى الدولي، سيما على مستوى التكتلات الاقتصادية والجيوسياسية، وفاء لسياسة المملكة المبنية على تنويع الشراكات، وانفتاحها على فضاءات جديدة.

وهكذا، قررت رابطة دول جنوب شرق آسيا المعروفة اختصارا بـ”آسيان” وبشكل رسمي، خلال اجتماع وزراء خارجيتها، أمس الإثنين، بجاكارتا، منح المملكة المغربية “وضع شريك الحوار القطاعي” لدى هذا التجمع.

وتأتي هذه الخطوة كاعتراف بدور المغرب المحور والأساسي في خلق الدينامية داخل التكتلات التي ينخرط فيها، إضافة إلى دوره الفعال في الحفاظ على الأمن والاستقرار الدوليين.

انتصار دبلوماسي

في هذا الصدد، أكد نبيل الأندلوسي، رئيس المركز المغاربي للأبحاث والدراسات الإستراتيجية، أن مصادقة وزراء الشؤون الخارجية ببلدان رابطة دول جنوب شرق آسيا “آسيان” على منح المملكة المغربية وبشكل رسمي “وضع شريك الحوار القطاعي”، كأول بلد في شمال إفريقيا يحظى بهذا الوضع، انتصار دبلوماسي، اقتصادي، وسياسي للمغرب.

وسجل نائب رئيس لجنة الخارجية بمجلس المستشارين سابقا، أن هذه الخطوة ستعزز من موقع المغرب كوجهة للشراكة والتنسيق والتعاون والحوار بينه وبين الدول المشكلة لهذا التجمع.

واعتبر الأندلوسي، في تصريح خص به موقع اخباري مغربي، أن “هذا القرار هو نوع من الاعتراف بالمجهودات التي قام بها المغرب، في مسار التنمية والاستقرار والتأهيل الاقتصادي، وهو انتصار كذلك للرؤية الملكية، بشأن تنويع الشراكات وانفتاح المملكة على فضاءات جيوسياسية جديدة، وشركاء جدد”.

وسجل رئيس المركز المغاربي للأبحاث والدراسات الإستراتيجية أن “المغرب لم يعد يقتصر في اتفاقيات الشراكة والتعاون على شركائه التقليديين فقط، وإنما بدأ يتجه بعد إفريقيا، إلى دول القارة الآسيوية، في إطار هذه الرؤية الملكية التي سبق وأعلن عنها الملك محمد السادس بعدما حدد ركائزها، على أساس قوامه الندية، الوضوح، والموقف الإيجابي من قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية والاعتراف بسيادتها على الصحراء، في إطار عام عنوانه خدمة المصالح المشتركة وفق قاعدة رابح-رابح التي تخدم التعاون جنوب-جنوب”.

اعتراف بدور المغرب

في نفس الاتجاه، سار الخبير في العلاقات الدولية، هشام معتضد، الذي اعتبر أن حصول المغرب على “وضع شريك الحوار القطاعي” لدى رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، إنجاز دبلوماسي جد مهم في السياسة الخارجية المغربية، لما تمثله المنطقة من تجمع استراتيجي ذي أهمية جيوسياسية على مستوى الديناميكية الدولية الجديدة للاقتصاد و التجارة.

وأضاف معتضد، في تصريح خص به موقع اخباري مغربي، أن الاختراق الدبلوماسي المغربي لـ”آسيان” مناسبة أيضًا للبحث عن قنوات جديدة للتعاون الحكومي الدولي وتسهيل التكامل الاقتصادي والسياسي والأمني والعسكري والتعليمي والاجتماعي والثقافي بين المغرب وأعضائه ومن خلاله دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وسجل المتحدث ذاته أن تعزيز الرباط لمكانتها كمُحاور مفضل لدى “آسيان”، كونه أول بلد من شمال إفريقيا يحظى بهذا الوضع، يشكل أيضا اعترافا من هذا التجمع بدور المغرب كمنصة للاستقرار في إفريقيا والعالم العربي، ومناسبة أيضًا للعديد من الشركات المنضوية تحت هذا التكتل للانفتاح على الفضاء المغربي الاستراتيجي ومنطقته العربية والقارية من أجل المزيد من الاستثمارات التجارية و الصناعية.

انفتاح جيوسياسي

وتابع معتضد قائلا: “هذه الخطوة التي تندرج أيضا في إطار رؤية الرباط الانفتاح على فضاءات جيوسياسية جديدة من أجل تنزيل تصورها المتجدد لسياستها الخارجية التي تتخذ من تنويع الشراكات حجر الزاوية في تموقعها التنافسي الساحة الدولية”.

وختم الخبير في العلاقات الدولية، تصريحه بالتأكيد على أن “الوضع الجديد للمغرب لدى آسيان سيمكن العديد من القطاعات الحكومية وغير الحكومية من الاستفادة من التجارب المختلفة لبلدان هذا التجمع، والذي تتبوء العديد من قطاعاته أعلى المنصات في مجالات متعددة على مستوى الجودة و التنافسية”.
المصدر: الايام 24

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق