الصحافة _ وكالات
يشارك وفد مغربي في المنتدى الدولي “سمارت سيتي إكسبو الولايات المتحدة”، المنعقد ما بين 21 و23 ماي الجاري بنيويورك، بهدف تعزيز جهود النهوض بالمدن والمجالات الترابية الذكية والمستدامة والعادلة والمُدْمِجة.
ويضم الوفد المغربي، على الخصوص، وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، عواطف حيار، ورئيس المجلس الجهوي للدار البيضاء-سطات، عبد اللطيف معزوز، وعامل إقليم الرحامنة، عزيز بوينيان، ونائب رئيس المجلس الجهوي للدار البيضاء-سطات، عابد بديل.
وأبرزت الوزيرة في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مشاركة المغرب في هذا الحدث المنعقد حول موضوع “قيادة المدن نحو قرن 21 مُدْمِج”، تهدف إلى تقاسم مقاربة المملكة في مجال النهوض بالتكنولوجيا الرقمية لخدمة الاندماج الاجتماعي وتكافؤ الفرص، وفقا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأشارت إلى أن اللقاء يشكل أيضا مناسبة لاستعراض الجهود التي يبذلها بالمغرب تحت قيادة جلالة الملك، من أجل توطيد ركائز الدولة الاجتماعية، لاسيما عبر توظيف الوسائل التكنولوجية.
وأضافت أن “هذه المقاربة تتجسد من خلال ورش تعميم الحماية الاجتماعية، الذي أطلقه جلالة الملك”، مبرزة أن هذا المشروع الهام يستند إلى رؤية ملكية حصيفة “مكنت، وفي ظرف وجيز، من تأمين التغطية الصحية لكافة المغاربة، من بينهم 10 ملايين مواطن من الفئات الهشة الذين يستفيدون من التغطية الصحية من خلال نظام التأمين الإجباري عن المرض “أمو تضامن”.
وأوضحت السيدة حيار أنه ومن خلال اعتماد السجل الاجتماعي الموحد، الذي يمثل أداة استهداف رقمية وذكية، “تمكنت الحكومة من تنفيذ التوجيهات الملكية السامية بطريقة فعالة وسريعة”.
وأوضحت “منذ دجنبر 2023، تمكنا من تحديد 3.5 مليون أسرة هشة تستفيد حاليا من الدعم الاجتماعي المباشر، أي حوالي 12 مليون شخص”، مضيفة أن هذه المنجزات تعد ثمرة انخراط المملكة في مسار الرقمنة، وتوفر “إطارا هاما” لتنفيذ “الثورة الاجتماعية” التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وعلى صعيد قطاع التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، أشارت الوزيرة إلى أن الجهود المبذولة في مجال المساعدة الاجتماعية تعتمد على الآليات الرقمية، بغية تحديد الأسر الهشة وتمكينها من الخدمات الاجتماعية الملائمة.
وقالت “اعتمدنا استراتيجية +جسر+ لتحقيق تنمية اجتماعية دامجة ومبتكرة ومستدامة التي تقوم على الرقمنة، والتي مكنتنا من مضاعفة عدد المستفيدين، خلال سنتين، من حوالي 500 ألف مستفيد من الخدمات الاجتماعية إلى أزيد من مليون و200 ألف مستفيد”.
ولفتت السيدة حيار إلى أن الوزارة تنكب على إدماج النساء في المجال الاقتصادي، مذكرة في هذا الصدد بإطلاق المنصة الرقمية “جسر التمكين والريادة”.
وقالت إن هذه المنصة مكنت من تسجيل 84 ألف سيدة يستفدن حاليا من التكوين عبر الإنترنت، لاسيما في مجال المهارات الشخصية (سوفت سكيلز) واللغات، بغية مواكبتهن لإنجاز مشاريع اقتصادية.
من جانبه، أشار رئيس المجلس الجهوي للدار البيضاء-سطات، إلى أن مشاركة المغرب في هذا الحدث تروم الاطلاع على المستجدات في مجال المدن والمجالات الترابية الذكية على الصعيد العالمي.
وأوضح السيد معزوز أن هذه المنتديات تتيح تبادل الممارسات الجيدة في هذا المجال الذي يستند على التكنولوجيا المتطورة، مبرزا أهمية تقاسم التجارب مع باقي الوفود.
وأشار إلى أن جهة الدار البيضاء-سطات معنية بهذا التحول، إذ تتوفر على برنامج تنموي يتضمن البعد الرقمي، مسجلا أن إقليم بنسليمان التابع لهذه الجهة “يمكن أن يشكل مختبرا أوليا” في هذا المجال، لا سيما وأنه من المرتقب أن يستضيف تظاهرات رياضية كبرى، أبرزها مباريات كأس العالم لكرة القدم 2030.
وأكد السيد معزوز أهمية الانفتاح على تجارب البلدان الرائدة في هذا المجال، على غرار كوريا الجنوبية.
وخلال هذا الحدث، الذي نظمه “معرض برشلونة” بتعاون مع الرابطة الوطنية للمدن، وجمعية رؤساء البلديات الأمريكيين من أصل إفريقي، ومكتب عمدة نيويورك، قدم الوفد المغربي تجربة جهة الدار البيضاء-سطات وإقليم الرحامنة.
كما شكل المنتدى فرصة للوفد المغربي للانضمام إلى مبادرة “المدن التوأم”، الهادفة إلى إنشاء شبكة للمدن والمجالات الترابية التي يمكنها العمل بشكل مشترك لتطوير وتنفيذ حلول مبتكرة ودامجة في خدمتها.
وفي هذا السياق، تم توقيع مذكرة تفاهم بين المجالات الترابية المشاركة، ومن بينها جهة الدار البيضاء-سطات وإقليم الرحامنة، والمنتدى العالمي للمدن الذكية.
ويحدد هذا الاتفاق محاور التعاون وتبادل الممارسات الفضلى في هذا المجال، كما يشكل إطارا لتسريع تطوير مدن وفضاءات ترابية ومستدامة ومُدْمِجة.
وعلى هامش المنتدى، عقد الوفد المغربي لقاءات مع العديد من الشخصيات ورجال الأعمال، من بينهم عمدة مدينة نيويورك، إريك آدامز، ومفوض الشؤون الدولية بهذه المدينة الأمريكية، إدوارد ميرملستين، ومدير التكنولوجيا بنيويورك، ماثيو فريزر.
ويشارك أزيد من 100 محاضر و300 ممثل حكومي و100 شركة ومؤسسة في المنتدى الدولي “سمارت سيتي إكسبو الولايات المتحدة”، الذي يتوخى استكشاف فرص التقدم الاقتصادي التي يتيحها التحول الرقمي، وتحليل مستجدات التكنولوجيا الحالية والناشئة، والتباحث بهدف تشجيع إحداث مدن أكثر ترابطا وإنصافا.
المصدر: ماب