الصحافة _ كندا
في خطاب تميّز بالقوة والرمزية، أكد هشام البلاوي، رئيس النيابة العامة، على أن العدل في المغرب لا يمكن أن يكتمل دون تناغم صادق بين القضاة والمحامين، معتبرا أن هذه الشراكة هي السبيل الوحيد لكتابة تاريخ مشرف لمنظومة العدالة يرقى إلى طموحات المغاربة.
وخلال كلمته في افتتاح الدورة الثانية والثلاثين لمؤتمر جمعية هيئات المحامين، المنعقد بطنجة، شدد البلاوي على تجنّد قضاة النيابة العامة للدفاع عن كرامة المحاماة وضمان شروط الممارسة المهنية في إطار الصلاحيات التي يخولها لهم القانون، إيمانا بالدور الحيوي لأسرة الدفاع في إرساء دعائم العدالة.
ووصف رئيس النيابة العامة المحاماة بأنها الجناح الثاني للعدالة، إلى جانب القضاء، وقال إنها تشارك في رفع منظومة الإنصاف نحو أعلى مراتب المحاكمة العادلة وتجسيد حقوق الدفاع، مؤكدا: “نحن نحمل نفس القيم ونؤدي نفس الرسالة، ونتنفس نفس المبادئ النبيلة، لأننا في خندق واحد من أجل العدالة”.
ورأى البلاوي أن هذا المؤتمر ليس فقط مناسبة تنظيمية، بل هو لحظة للتأمل في مسار يمتد لأكثر من ستين سنة منذ انعقاد أول مؤتمر وطني لهيئات المحامين في 22 و23 يونيو 1962. وقال إن هذه العقود المتتالية تمثل حلقات نضالية مترابطة، صاغت تراثا مهنيا غنيا بقيمه وتقاليده وأعرافه، مشيدا بنماذج من المحامين والنقباء الذين وصفهم برجال دولة ومربين وقدوة أضاءوا درب العدالة لعقود متتالية.
واعتبر أن استحضار هذه الرموز هو واجب مهني وأخلاقي، من أجل ربط الحاضر بالماضي واستلهام روح الالتزام والتضحية في مواجهة التحديات الجديدة، خاصة في ظل التحولات العميقة التي تفرضها العولمة وتطور الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية، ما يستدعي تعبئة جماعية وانخراطا قويا في دينامية التغيير والتحديث.
وختم البلاوي بالتأكيد على أن مهنة المحاماة، بما تمثله من قيم ومبادئ، مدعوة اليوم للتموقع بقوة ضمن مشروع بناء دولة الحق والمؤسسات، وذلك عبر التفاعل المسؤول مع الرهانات الوطنية، والدفاع عن رسالة العدل باعتبارها ركيزة لأي مستقبل ديمقراطي سليم.