الصحافة _ كندا
في عرض غريب وغير مألوف، تحوّلت جلسة لجنة القطاعات الاجتماعية بمجلس النواب، صباح اليوم، إلى مسرح للحكايات والاستطرادات، بعدما قرر يونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، أن يواجه أسئلة البرلمانيين بسيل من القصص والمشاهد اليومية، من الحلاق الذي يشتغل ليلاً في التوصيل إلى سيدة “البسطيلة السريعة” في فاس.
الوزير، الذي كان يفترض أن يقدّم أجوبة دقيقة حول قضايا التشغيل، البطالة، وتأثير الجفاف على سوق الشغل، فضّل أسلوب “البلا بلا بلا” حسب وصف عدد من البرلمانيين، مستفيضًا في شرح تفاصيل لا تمتّ بصلة مباشرة للسياسات العمومية، من قبيل كيف أن حلاقه الشخصي لا تكفيه مداخيله ويضطر للعمل في التوصيل، وكيف أن سيدة بـ”باك+5” تصنع البسطيلة في عشر دقائق فقط.
النواب، خصوصًا النائبات، لم يخفين سخرية خفيفة من بعض هذه “النوادر الوزارية”، خاصة حين وصف الوزير المدة التي تستغرقها البسطيلة وكأنها وجبة سريعة، وهو ما دفعه لتفسير أن المقادير كانت جاهزة مسبقًا.
لكن خلف هذه الخرجات “الفلكلورية”، برزت أزمة أكبر: غياب أجوبة صريحة عن مصير استراتيجية التكوين المهني في ظل التحضير لمشاريع مونديال 2030، وتضارب الأولويات بين الخطاب الملكي وتطبيق السياسات التشغيلية على الأرض.
الوزير ختم مداخلته بالتذكير أن “الغاية من مونديال 2030 ليست الربح المالي، بل إعداد منظومة متكاملة بفضل الرؤية الملكية”، غير أن ذلك لم يُخفِ انطباعًا عامًا داخل اللجنة: سكوري، كعادته، يراوغ بالأسلوب ويتهرب من الصلب.
