الرباط ومدريد على خط التماس.. تصعيد عسكري غير معلن في محيط جزر الكناري

5 أغسطس 2025
الرباط ومدريد على خط التماس.. تصعيد عسكري غير معلن في محيط جزر الكناري

الصحافة _ كندا

يتصاعد التوتر في شمال غرب إفريقيا، حيث يشتد سباق النفوذ بين المغرب وإسبانيا في واحدة من أكثر النقاط الجيوستراتيجية حساسية بين ضفتي المتوسط والمحيط الأطلسي. وتشير المعطيات إلى تحول صامت، لكنه متسارع، نحو عسكرة المجال البحري والجوي المحيط بجزر الكناري، على وقع مناورات ميدانية وتحركات استخباراتية متواصلة.

فبحسب أرقام نشرتها وسائل إعلام إسبانية، نفذ المغرب منذ 2021 وحتى منتصف 2025 أكثر من 485 يومًا من التمارين والمناورات العسكرية في المحيط القريب من الجزر، مقابل 77 يومًا فقط لإسبانيا، في مؤشر واضح على تصاعد حضور الرباط الميداني تحت قيادة الفريق أول محمد بريض.

وتركزت التحركات المغربية على مناطق طانطان وطرفاية وأكادير، القريبة من فويرتيفنتورا، حيث أجرت البحرية الملكية سلسلة من التدريبات البحرية المكثفة دون إخطار مدريد، بينما سجلت طائرات الدرونز المسلحة نشاطًا مستمرًا في الأجواء الصحراوية، تخللته هجمات وثّقتها بعثة “المينورسو”.

التحول النوعي في المشهد جاء مع تنظيم المغرب لمناورات “الأسد الإفريقي 2025″، بمشاركة غير مسبوقة لـ30 دولة، وعلى رأسها الولايات المتحدة، التي دفعت بقاذفات B-52 ومنظومات HIMARS، مما رسّخ موقع الرباط كشريك دفاعي استراتيجي لواشنطن في المنطقة.

في المقابل، حافظت إسبانيا على تمارين عسكرية محدودة ولكن متطورة تقنيًا، شملت مناورات بحرية وجوية ذات طابع إلكتروني متقدم، وشاركت فيها حاملة الطائرات “خوان كارلوس الأول” وغواصة S-81، مع تكثيف تدريبات الدفاع الجوي بالتنسيق مع الناتو.

هذا التفاوت في وتيرة التحرك يعكس، وفق محللين، اختلافًا في العقيدة العسكرية: المغرب يراهن على الانتشار المستدام وخلق واقع جديد، في حين تركز إسبانيا على الردع التكنولوجي والتحالفات الغربية. ومع اقتراب الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، تزداد حساسية الظرف السياسي، خصوصًا في ظل الطموحات المغربية لتعزيز النفوذ الجيواقتصادي بالمحيط الأطلسي، ومراكمة نقاط السيطرة على موارد المعادن النادرة.

تحوّلت جزر الكناري، تبعًا لذلك، من واجهة سياحية إلى ساحة صراع صامت، تتقاطع فيها الحسابات العسكرية والاقتصادية، في مشهد يرشحه البعض للانفجار في أي لحظة، في حال استمرت دينامية انعدام التنسيق، وهشاشة الضمانات الاستراتيجية بين الرباط ومدريد.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق