الصحافة _ وكالات
“لنكن منطقيين وواقعيين: حين تصور النبي عليه السلام بأنه القتول الضحاك، وبأن رزقه في ظل رمحه، وبأنه كاد يرمي نفسه من رأس الجبل، وبأنه كان يطوف على نسائه في ليلة واحدة، وبأنه تزوج صبية في سن السادسة ودخل بها في التاسعة، وبأنه أباح لأصحابه اغتصاب السبايا بحضور أزواجهن، وبأنه أراد تطليق زوجته لأنها أصبحت غير مطيقة للجماع، وبأنه احتقر المرأة وجعلها ناقصة عقل ودين، وبأنه أصابه السحر حتى يخيل إليه أنه جامع نساءه ولم يفعل”، هكذا علق الباحث الديني المغربي، محمد عبد الوهاب الرفيقي، في معرض جوابه عن الذين أبدوا تذمرهم من الكاريكاتورات المسيئة للنبي الكريم.
ودعا الداعية المغربي، الشهير باسم “أبو حفص”، في تدوينة على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك، إلى كنس عتبة المنزل قبل أن ترى ما يقوله الآخرون عنك حيث كتب باللهجة المغربية: “شطب باب دارك عاد شوف الناس اش تيقولوعليك”.
ولم يفت الباحث المغربي أن يوجه نداء لكل المسلمين إلى التفكير بشكل منطقي وواقعي.. وليطرح تساؤلا استنكاريا، بدون أي مركب للنقص: “أي الرسمين أشد كاريكاتورية ومن بدأ بالإساءة؟“.
ودعا محمد عبد الوهاب الرفيقي، في تدوينة أخرى، إلى إعادة النظر فيما وصفه بـ“الخطاب الإسلامي التقليدي”، حيث وصفه بأنه “يعيش في ورطة كبيرة اليوم”.
وأكد الباحث في الدراسات الإسلامية على أن الخطاب الإسلامي التقليدي أمام اختيارين، لا ثالث لهما، “فإما أن يتبرأ من الخطابات السابقة، وأن يعلن قطيعة مع فكر التفوق والاستعلاء ومهاجمة الآخرين والسخرية من معتقداتهم، وأن يحترم كل معتقدات وقناعات البشر بلا استثناء”.
وأما الخيار الثاني فيتمثل في “أن يؤمن بحق انتقاد كل ذلك بما في ذلك الإسلام ومعتقداته.. ما سوى ذلك ليكونوا صرحاء في أنهم يقصدون بتجريم ازدراء الأديان الإسلام وحده، والباقي إلى الجحيم”.
وخلص ابن مدينة الدار البيضاء (46 عاما) إلى أن لكل اختيار “تبعاته ومقتضياته بميزان العدل والمساواة بين البشر”.
وعكست تدوينة رئيس مركز “الميزان للوساطة والدراسات والإعلام” ما يمور من مواقف بعد إعادة نشر الكاريكاتورات المسيئة للنبي الكريم، حيث اختلفت ردود متابعيه داخل وخارج الفضاء الأزرق.
ويعد محمد عبد الوهاب رفيقي من أكثر الدعاة المثيرين للجدل في المغرب وخاصة بعد أن قام بمراجعات فكرية شخصية بعد أن قضى 9 سنوات في السجن لاتهامه بالمشاركة في التحريض على خلفية أحداث مايو الإرهابية في مدينة الدار البيضاء سنة 2003.
وجلبت مراجعاته الفكرية العديد من ردود الأفعال المتباينة بعدما انتقل من تيار السلفية إلى الدفاع عن الدولة المدنية وانتقاد الحركات المتطرفة.
ويشكل الباحث المغربي إحراجا كبيرا لشيوخ السلفية المتشددين والجماعات الإسلامية الراديكالية التي أصبحت ترى فيه عدوها الأول، حيث يشكل اليوم أحد المتخصصين والمطلعين على التراث الديني.
وبهذا الموقف يكون رفيقي قد خالف موقف المجلس الأعلى للإفتاء (مؤسسة رسمية) وقدم بالدليل والحجة على أن مراجعاته الفكرية كانت من صميم قناعاته الخاصة ولم تكن بسبب تنازلات أملتها شروط العفو الملكي.