الصحافة _ وكالات
باتت الجارة الشرقية الجزائر، تمتهن محاولات إقحام قضية الصحراء المغربية في كل المحادثات التي تجمعها بأطراف خارجية، ما يستدعي خروج الأطراف الثانية للتبرؤ من ادعاءات الجزائر، على الرغم من الحرج الدبلوماسي الذي يتسبب فيه التوضيح.
وفي السياق ذاته، قالت الرئاسة الجزائرية، إن الرئيس عبد المجيد تبون، تلقى مكالمة هاتفية ودية من رئيس مجلس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، أمس، استعرضا من خلالها العلاقات الثنائية بين الجزائر وإيطاليا من كل جوانبها، وآفاق تطويرها والالتزام بتوسيعها في شتّى المجالات.
وادعت الرئاسة الجزائرية، أنه تم التطرق في هذا الاتصال الهاتفي، إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، في صدارتها الوضع في ليبيا، منطقة الساحل، والصحراء، متحدثة عن وجود “توافق مواقف البلدين في الملفات المشتركة، كما جرت العادة”.
من جانبها، خرجت الرئاسة الإيطالية بما يشبه تكذيب التصريح الجزائري، وقالت إنه تمت مناقشة الوضع في ليبيا ومنطقة الساحل، دون أي إشارة إلى قضية الصحراء المغربية.
وكان وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم، قد أثار جدلا واسعا قبل أيام قليلة، بحديثه عن إثارة موضوع الصحراء في اتصال أجراه مع وزير الخارجية الأمريكي الجديد توني بلينكن، ما استدعى خروج السفارة الأمريكية في الجزائر بتوضيح أقرب إلى التكذيب.
ونشر بوقادوم، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، تغريدة تتضمن فحوى الاتصال الذي دار بينه وبين وزير الخارجية الأمريكي توني بلينكن، حيث أشار بوقادوم إلى جملة من المواضيع، بينها موضوع الصحراء المغربية، فما كان من توني بلينكن إلا أن نشر تغريدة على حسابه الخاص حول الاتصال نفسه، تطرق من خلالها إلى المواضيع التي تناولها فيه، لكنه لم يشر من قريب أو بعيد إلى قضية الصحراء المغربية.
الخارجية الأمريكية لم تكتف بتغريدة بلينكن حول فحوى اتصاله ببوقادوم، بل نشر الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية وحساب السفارة الأمريكية بالجزائر توضيحين مماثلين دون ذكر الصحراء المغربية في سياق المواضيع التي تم تناولها في الاتصال الهاتفي ذاته؛ فيما يشبه التكذيب لما نشره بوقادوم.
ويرى مراقبون بأن السلوك الأمريكي في التعاطي مع اتصال بوقادوم وبلينكن، حيث عمدت وزارة الخارجية الأمريكية إلى ما يشبه تكذيب لما ورد في تغريدة الوزير الجزائري، يوضح الحذر الأمريكي إزاء موقفه من موضوع الصحراء المغربية، مخافة أن يتم تفسير تناوله على أنه مراجعة للقرارات التي سبق أن أقرتها الإدارة الأمريكية السابقة، وفي مقدمتها قرار الاعتراف بالسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية.
وكانت الدبلوماسية الجزائرية قد بدأت، رسميا، في محاولات استمالة الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، من أجل التراجع عن الاعتراف بالسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية، في محاولة للخروج من العزلة، التي بات يواجهها الحلفاء الموالون للطرح الانفصالي.
المصدر: اليوم 24