الصحافة _ كندا
تشهد المنطقة المغاربية تطورات متسارعة على وقع التقارب المتنامي بين المغرب وموريتانيا، وهو ما يبدو أنه لم يرق للجزائر، التي تبذل جهودًا متزايدة للحفاظ على نفوذها التقليدي في المنطقة.
فبعد توقيع اتفاقيات اقتصادية وأمنية بين الرباط ونواكشوط، سارعت الجزائر إلى اتخاذ خطوات تصعيدية لمحاولة عرقلة هذا التقارب، مستغلة ملفات حساسة مثل الطاقة والهجرة كورقتي ضغط لإعادة توجيه التوازنات الإقليمية لصالحها.
ومن أبرز مصادر القلق الجزائري، مشروع الغاز المشترك بين موريتانيا والسنغال، الذي يهدد بشكل مباشر احتكار الجزائر لتصدير الغاز نحو أوروبا. فمع اقتراب استغلال هذا المورد الجديد، تجد الجزائر نفسها أمام خطر فقدان إحدى أهم أوراق الضغط الجيوسياسية التي طالما استخدمتها لترسيخ نفوذها الإقليمي والدولي.
بالتوازي مع ذلك، تصاعدت موجات الهجرة غير النظامية في المنطقة، مما خلق تحديات أمنية متزايدة لكل من موريتانيا والمغرب. ويرى مراقبون أن الجزائر قد تكون ضالعة في تأجيج هذه الأزمة، عبر تسهيل تدفقات المهاجرين وخلق حالة من عدم الاستقرار، بهدف إرباك التقارب المغربي-الموريتاني وإعاقة أي تحالفات جديدة قد تؤثر على موقعها الاستراتيجي.
في ظل هذه المعطيات، تجد نواكشوط نفسها في موقف دبلوماسي دقيق، حيث تحاول الحفاظ على توازن علاقاتها مع جيرانها، دون أن تصبح ساحة مفتوحة لصراع النفوذ الإقليمي. ومع ذلك، يبدو أن الجزائر ماضية في تكثيف مناوراتها، بهدف كبح أي دينامية جديدة قد تعيد تشكيل خارطة التحالفات في المنطقة المغاربية.