الصحافة _ كندا
شهد قطاع الاتصالات بالمغرب لحظة مفصلية بعد أن صادقت الحكومة، خلال اجتماع مجلس إدارة الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات المنعقد يوم الجمعة بالرباط، على إطلاق شبكة الجيل الخامس (5G)، في خطوة تهدف إلى تعزيز التحول الرقمي الوطني وتحقيق قفزة نوعية في بنية الاتصالات ذات الصبيب العالي.
الاجتماع، الذي ترأسه رئيس الحكومة، أفضى إلى منح ثلاث رخص جديدة لاستغلال تكنولوجيا الجيل الخامس لفائدة الفاعلين الرئيسيين في القطاع، مقابل مبلغ إجمالي بلغ 2,1 مليار درهم، ضمن إطار تنافسي أطلقته الوكالة بداية يوليوز. وقد شملت الرخصة حزمًا ترددية تراوحت بين 70 و120 ميغا هرتز، التزمت مقابلها الشركات بتوسيع التغطية على مراحل، لتصل إلى نسبة 85% من الساكنة في أفق سنة 2030.
مصادر تقنية مطلعة أوضحت أن شركات الاتصالات الثلاث التزمت بتوفير تغطية تصل إلى 45% من السكان بحلول نهاية عام 2026، في وقت تُراهن فيه الحكومة على تعبئة ما يزيد عن 80 مليار درهم من الاستثمارات بين البنيات التحتية وتكاليف الاستغلال إلى غاية سنة 2035.
وأظهرت نتائج التقييم أن شركتي “اتصالات المغرب” و”وانا” حصلتا على 87 نقطة، مقابل 85 نقطة لـ”ميدي تيليكوم”، في مؤشرات ترتكز على جودة الخدمة والتغطية والقدرة الاستثمارية.
هذا التطور التقني يُنتظر أن يدفع المغرب إلى موقع الريادة في القارة الإفريقية، خاصة في ظل تأكيد خبراء على أن المملكة تُسرّع وتيرة رقمنة بنياتها، بما يواكب التطورات العالمية ويؤهلها لاستحقاقات كبرى في الأفق، من بينها تظاهرات رياضية عالمية.
ومن أبرز ما طبع الاجتماع أيضًا، التأكيد على تسريع التدخلات في المناطق الجبلية والنائية، عبر إجراء مسح شامل لتحديد البؤر التي تفتقر لتغطية الاتصالات. وقد شُدد على أهمية إرساء سياسة القرب في التدخل، بالاعتماد على المعطيات الميدانية وتقارير المواطنين، كما حدث مؤخرًا في منطقة آيت بوكماز.
فرق الوكالة الوطنية، بتنسيق مع القطاعات الوزارية المعنية والمشغّلين، ستنخرط في عمليات ميدانية فورية بناءً على تقييمات دقيقة وشكاوى محلية، مع ضمان العدالة المجالية في الولوج إلى خدمات الاتصالات الحديثة.
وفي السياق ذاته، يجري العمل على بلورة خريطة وطنية موحدة تتيح تقاسم المعطيات بين الفاعلين، من خلال أكثر من 7300 موقع مشترك على امتداد التراب الوطني، في إطار سياسة “الرومينغ الوطني”، لتسريع الوصول إلى التغطية الشاملة وضمان جودة الخدمة في كل المناطق.
