الصحافة _ كندا
في خطوة يائسة تكشف ارتباكها السياسي والدبلوماسي، أعلنت جبهة البوليساريو أنها سترفض المشاركة في أي مسار سياسي أو مفاوضات إذا اعتمد مجلس الأمن مشروع القرار الأمريكي حول الصحراء المغربية، في موقف يعكس حالة عزلة متزايدة تعيشها قيادة الجبهة بعد سلسلة من الانتكاسات المتتالية على المستويين الدولي والإقليمي.
هذا التصعيد المفاجئ يأتي بعد يومين فقط من مراسلتها للأمين العام للأمم المتحدة، حيث أعلنت فيها استعدادها المزعوم للدخول في مفاوضات مباشرة مع المغرب. غير أن الجبهة سرعان ما تراجعت عن خطابها “المعتدل”، لتعود إلى نغمة التهديد والمقاطعة، في تناقض صارخ يكشف غياب أي استراتيجية سياسية واضحة لديها، وافتقارها إلى الواقعية في التعامل مع المستجدات الدولية حول قضية الصحراء.
الرسالة التي وجهها ممثل الجبهة لدى المينورسو، سيدي محمد عمار، إلى رئيس مجلس الأمن وسفير روسيا فاسيلي نيبينزيا، تعكس توجهاً دعائياً أكثر منه دبلوماسياً، إذ اتهمت الولايات المتحدة بـ”الانحراف عن مبادئ القانون الدولي”، ووصفت مشروع القرار بأنه “يمس بأسس عملية السلام”. وهي عبارات تُعيد إنتاج الخطاب المتجاوز الذي فقد مصداقيته داخل أروقة الأمم المتحدة منذ أن وصف مجلس الأمن مبادرة الحكم الذاتي المغربية بالجدية وذات المصداقية.
ويقرأ مراقبون هذا الموقف الجديد للجبهة كدليل على تخبطها بعد أن فقدت العديد من داعميها الدوليين، خاصة في ظل الموقف الصيني الأخير الذي أكد عدم استخدام “الفيتو” ضد أي قرار يخص الصحراء، والموقف الإفريقي المتجه نحو دعم الحل السياسي الواقعي.
وفي المقابل، يواصل المغرب تعزيز موقعه الدبلوماسي بثقة، مستندا إلى اعترافات متزايدة بسيادته على أقاليمه الجنوبية، وإلى دينامية تنموية غير مسبوقة تشهدها مدن الصحراء، مما يجعل بيانات الجبهة مجرد محاولات أخيرة للتشويش على واقع لم يعد يقبل الجدل: الصحراء مغربية… والمغرب في صحرائه، والبوليساريو خارج الزمن.













