الصحافة _ الرباط
يعيش حزب التجمع الوطني للأحرار على صفيح ساخن، إذ قدم القيادي عبد القادر تاتو استقالته من الحزب، وهي ضربة موجعة أخرى يتلقاها التنظيم الحزبي في مقاطعة يعقوب المنصور بالرباط التي يعول عليها كثيرا في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
وأرجع عبد القادر تاتو استقالته لأسباب شخصية دون ذكر تفاصيل إضافية، في رسالته التي وجهها إلى رئيس الحزب عزيز أخنوش.
ومن جهتها، قالت نعيمة فرح برلمانية سابقة عن “حزب الحمامة” “بأن الجميع يعلم بأن الحزب ليس على ما يرام.. هناك تجاوزات.. وهناك أخطاء جسيمة وهناك إقصاء.. وهناك إبعاد والأمر في كل هذا أن الآذان الصاغية منعدمة بل أكثر من ذلك بعض الوافدين على الحزب أبعدوا المناضلين الحقيقيين.. ولا يتعاملون إلا مع القبيلة مِنْ مَنْ أسميهم بالواي واي الذين لا رأي لهم”.
وتضيف نعيمة فرح“حاولنا أن نُسمع صوتنا عبر مؤسسات الحزب.. فأبعدونا منها.. حاولنا إيصال رأينا لقيادة الحزب فلم نتمكن ووضعوا الحواجز بيننا.. لذلك جاء هذا الفضاء الذي يتسع للجميع..”.
وإلى جانب نعيمة فرح، يتداول أيضا إسم البرلمانية وفاء البقالي المقربة من محمد عبو عضو المكتب السياسي سابقاً ضمن الداعين لتشكييل حركة تصحيحية وإخراجها من البساط الأزرق إلى الواقع، سيما بعد خلافها الأخير مع أحد موظفي الحزب بالمقر المركزي الذي تقول البرلمانية، أنه تم تحريضه ضدها من طرف مصطفى بايتاس مدير المقر المركزي، ولهذا الغرض يطالب الداعين للحركة التصحيحية من أجل تغييره.
وكان عبد الرحيم بوعيدة، الرئيس السابق لجهة كلميم واد نون، قد خرج مطالبا بحركة تصحيحية، من أجل الإطاحة بعزيز أخنوش.
وقال بوعيدة : “لا أفهم جيدا المنطق الذي تدار به الأمور داخل بيت “الأحرار”، لكني متتبع جيد لحالة الاستياء العام التي يعيشها هذا الحزب الذي ندرك جيدا ولادته ونشأته، لكننا لا نفهم اليوم طريقة موته التي يسير لها بخطى ثابتة وبتصميم من قيادته”، نفس المتحدث أضاف “يحتاج لمشرط الجراحة ليجتث جذور من أوصلوه لهذا المصير دون حتى علم زعيمه”.
وأكد القائل: “أن حزب “الحمامة” يحتاج لحركة تصحيحية تخرج من صالونات التنظير ومواقع التواصل الاجتماعي، إلى العلن لتعلن القطيعة أو الحوار، الاستمرار أو الانسحاب الجماعي” مفيدا: “إلى أن البقاء في حزب يحارب نفسه ويقتل نفسه، أشبه بانتحار ما لم يتدارك حكماء ومؤسسو الحزب ومناضلوه الحقيقيون الموقف”.
وصلة بالموضوع تسائل بوعيبدة قائلا: “من يقود اليوم حزب الأحرار؟ وإلى أين يسير به؟ أليست الحاجة ملحة لعقد مؤتمر استثنائي لاختيار قيادة جديدة بمنطق الديمقراطية، لا بسياسة الأمر الواقع الذي أنتج قيادة بإجماع غريب؟” في نفس الوقت اعتبر: “أن المناضلون غاضبون في كل جهات المملكة، ومستقبل غامض، وقيادة تركت المقود لبعض الأشخاص حتى تحول الحزب لمجنون يقوده أعمى”، حسب ما جاء على لسان المتحدث.
ما يعيشه حزب التجمع الوطني للأحرار يُنذر بأزمة حادة يعيشها الحزب، حيث سبق لمستشارين تجمعيين تقديم استقالات جماعية بعدد من الأقاليم، وفي ظل تصاعد مطالب عدد من قيادات الصف الأول بتصحيح الوضع الحزبي قبل فوات الآوان.