إسبانيا تُقرّ: الاستخبارات المغربية في صدارة الحرب الاستباقية على الإرهاب

29 ديسمبر 2025
إسبانيا تُقرّ: الاستخبارات المغربية في صدارة الحرب الاستباقية على الإرهاب

الصحافة _ كندا

في زمن تتعاظم فيه التهديدات الإرهابية العابرة للحدود، كشفت معطيات بثّتها الإذاعة الإسبانية Cadena SER عن الدور الحاسم الذي باتت تضطلع به أجهزة الاستخبارات المغربية في تعزيز الأمن الإقليمي، خاصة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، وهو ما انعكس بشكل مباشر على النتائج القياسية التي سجلتها إسبانيا في تفكيك الخلايا الجهادية خلال سنة 2025.

وبحسب التقرير الإسباني، أنهت مدريد سنة 2025 بحصيلة غير مسبوقة تمثلت في تنفيذ 64 عملية لمكافحة الإرهاب الجهادي، أسفرت عن توقيف 112 شخصا، وهو أعلى رقم يتم تسجيله منذ اعتداءات 11 مارس 2004. ورغم تعدد العوامل الأمنية والتنظيمية التي ساهمت في هذا الإنجاز، تجمع التقديرات الرسمية الإسبانية على أن التعاون الوثيق مع المغرب شكّل ركيزة أساسية في هذه النتائج اللافتة.

ونقلت الإذاعة عن مسؤولين أمنيين إسبان أن التنسيق مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني يتميز بالاستمرارية والدقة والنجاعة العالية، معتبرين أن الرباط أضحت شريكا أمنيا “موثوقا واستراتيجيا” في مواجهة التهديدات الإرهابية، ليس فقط داخل شبه الجزيرة الإيبيرية، بل على مستوى حوض المتوسط وشمال إفريقيا ككل.

وأشار التقرير إلى أن الاستخبارات المغربية نجحت، خلال الفترة الأخيرة، في تفكيك خلايا إرهابية كانت في مراحل متقدمة من الإعداد لتنفيذ عمليات خطيرة، مع حجز أسلحة ومواد متفجرة ووثائق رقمية تثبت ارتباطها بتنظيم “داعش”. كما شملت هذه المخططات، وفق المعطيات نفسها، استهداف منشآت حساسة ومصالح أجنبية وعناصر أمنية، إضافة إلى التخطيط لعمليات اختطاف وحرائق متزامنة.

وتبرز هذه العمليات، حسب مراقبين، التحول النوعي الذي قادته الأجهزة المغربية نحو نموذج أمني استباقي متقدم، يعتمد على الرصد المبكر، وتحليل المعطيات الرقمية، والتغلغل داخل شبكات التجنيد، سواء في الفضاء الواقعي أو عبر المنصات الرقمية، بما فيها شبكات التواصل والمنتديات المشفرة.

وفي السياق ذاته، نقلت Cadena SER عن مسؤولين في CITCO أن التعاون مع المغرب يوصف داخل الدوائر الأمنية الإسبانية بـ”الفعال للغاية”، مشددين على أن الرباط تمتلك فهما عميقا لخطورة التهديد الإرهابي، بحكم موقعها الجغرافي وقربها من بؤر التوتر في منطقة الساحل والصحراء.

وأكد المسؤولون الإسبان أن تبادل المعلومات مع المغرب مكّن، في أكثر من مناسبة، من تحييد تهديدات إرهابية قبل وصولها إلى مرحلة التنفيذ، سواء داخل التراب الإسباني أو في دول إفريقية، في إطار تعاون دولي دقيق لا يتم الإعلان عن تفاصيله لدواعٍ أمنية.

ويخلص التقييم الإعلامي الإسباني إلى أن المغرب لم يعد يُنظر إليه فقط كفاعل وطني في مجال مكافحة الإرهاب، بل كقوة استخباراتية إقليمية وازنة تساهم بشكل مباشر في أمن أوروبا واستقرار جنوب المتوسط. وهو دور يُمارس بهدوء وبعيدا عن الأضواء، وفق منطق الشراكة المتوازنة التي تخدم المصالح المشتركة وتحترم سيادة الدول.

وفي ظل التحولات الأمنية المتسارعة، وتنامي التهديدات المرتبطة بالتطرف الرقمي واستعمال التقنيات الحديثة، يبدو أن النموذج المغربي في العمل الاستخباراتي الاستباقي بات يحظى باعتراف متزايد داخل الدوائر الأمنية الأوروبية، باعتباره أحد أهم خطوط الدفاع الأولى في مواجهة الإرهاب العابر للحدود.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق