الصحافة _ كندا
أعلنت حكومة بيدرو سانشيز عن تخصيص ميزانية قدرها 2.6 مليون يورو لإعادة تأهيل المستشفى الإسباني في طنجة، وهو معلم تاريخي يحمل إرثًا طويلًا من التعاون بين المغرب وإسبانيا. يُدار هذا المستشفى حاليًا بالشراكة مع السلطات المغربية، ويعود بناؤه إلى عام 1939 عندما كان المفوض السامي الإسباني خوان لويس بيغبيدير وراء فكرة إنشائه، قبل أن يصبح لاحقًا أول وزير خارجية في عهد الجنرال فرانكو.
وجاء القرار ضمن إعلان مجلس الوزراء الإسباني عن حالة الطوارئ للتعاقد على “أعمال وخدمات التدخل الهيكلي” في المستشفى، الذي يعاني من حالة تدهور شديد تهدد سلامة مستخدميه.
المستشفى، الذي صممه المهندس الإسباني خوسيه أوتشوا وبينخوميا، كان يُعتبر مشروعًا خيريًا واجتماعيًا يعكس الاهتمام الإسباني بالمنطقة. بدأ العمل على تصميمه عام 1939، وتم الانتهاء من البناء عام 1950، عندما كانت طنجة لا تزال مدينة دولية، قبل أن تُضم لاحقًا إلى نظام الحماية الإسباني.
نال المستشفى شهرة واسعة خلال القرن الماضي، وكان من أبرز الأحداث التي شهدها إجراء عملية جراحية طارئة للأمير الإسباني خوان كارلوس الأول عام 1954. إلا أنه مع استقلال المغرب وتراجع أعداد السكان الإسبان والأوروبيين في المنطقة، فقد المستشفى مكانته الأصلية وتحول عام 1996 إلى دار لرعاية المسنين.
اليوم، يلعب المستشفى دورًا مزدوجًا كمركز لرعاية المسنين الإسبان ومرفق صحي نهاري، وسط استمرار التعاون المغربي الإسباني في إدارة المنشأة. ومع ذلك، يعاني المبنى من أضرار هيكلية خطيرة، مما استدعى التدخل العاجل. في 18 نونبر 2024، أُعلن عن بدء أعمال الهدم في الجناح الجنوبي لضمان سلامة المستخدمين، فيما تستمر أعمال الترميم على مدى 18 شهرًا.
المستشفى لا يزال يحتفظ بجانبه الإنساني، حيث احتضن فعاليات خيرية، من بينها حفلات ضمن مهرجان الغناء الكورالي الدولي. كما أبدى السفير الإسباني في المغرب، إنريكي أوخيدا، دعمه المستمر للمشروع خلال زيارة للمركز في مارس الماضي، مُشيدًا بكونه رمزًا للتعاون والتاريخ المشترك بين البلدين.
بهذا الترميم، تسعى إسبانيا إلى الحفاظ على هذا المعلم التاريخي، الذي يمثل جزءًا من ذاكرتها في طنجة، مع ضمان استمرارية دوره الإنساني والاجتماعي في المستقبل.