الصحافة _ كندا
مشروع أنبوب الغاز الرابط بين المغرب ونيجيريا يُعدّ من أضخم المشاريع الاستراتيجية التي تعرفها القارة الإفريقية، حيث يمتد عبر 13 دولة ليصل بين الموارد الغازية لنيجيريا والاحتياجات الطاقية لدول غرب وشمال إفريقيا، مع فتح المجال لتصدير الغاز نحو أوروبا. هذا المشروع يتجاوز كونه مجرد خط لنقل الطاقة ليعكس رؤية شاملة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
صرّح وزير الطاقة أن هذا المشروع يحمل رؤية متكاملة تتجلى في تحسين حياة السكان وتعزيز البنية الاقتصادية للدول التي يمر بها الأنبوب. ومن أبرز مظاهر هذه الرؤية، إقامة مصانع للأسمدة على طول مسار المشروع، مما سيعزز الإنتاج الزراعي ويحقق الأمن الغذائي لدول المنطقة. ووصف الوزير هذا المشروع بأنه “رؤية استثنائية وغير قابلة للتقييم بالأرقام”، تعكس عمق التوجه التنموي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
الدراسات التقنية للمشروع أُنجزت بالكامل، مع اقتراب اكتمال التصور المالي، مما يمهد الطريق نحو توقيع العقود اللازمة لبدء التنفيذ. وأكد الوزير أن الالتزام الجماعي من الدول المعنية يُظهر عزمًا قويًا على تجاوز أي تأخير وتطوير البنيات التحتية بما يتماشى مع هذا المشروع الطموح.
يمثل أنبوب الغاز المغرب-نيجيريا خطوة كبيرة نحو تعزيز التكامل الإقليمي وتقليل اعتماد دول القارة على مصادر الطاقة الخارجية، كما يفتح الباب لتطوير الصناعات المحلية وضمان مصادر طاقة مستدامة للأجيال القادمة. هذا المشروع هو تجسيد عملي لرؤية الملك محمد السادس لتعزيز التعاون جنوب-جنوب، وتحقيق تنمية شاملة للقارة الإفريقية عبر مشاريع بنية تحتية ضخمة تُسهم في تحسين حياة الملايين وتعزيز الأمن الطاقي والزراعي والصناعي.
أنبوب الغاز المغرب-نيجيريا ليس مجرد مشروع اقتصادي، بل هو نموذج طموح يُبرز قدرة إفريقيا على تحقيق مشاريع استراتيجية كبرى تخدم مصالح شعوبها، وتجعل من التنمية المستدامة حجر الأساس لمستقبل أفضل للقارة.
