أنبوب الغاز المغربي يمد ذراعه نحو النيجر ويطوّق الجزائر في زاوية المتوسط

15 مايو 2025
أنبوب الغاز المغربي يمد ذراعه نحو النيجر ويطوّق الجزائر في زاوية المتوسط

الصحافة _ كندا

في تحوّل استراتيجي جديد على خارطة الطاقة الإفريقية، كشفت مجلة La Revue Afrique عن احتمال تمديد مشروع أنبوب الغاز “إفريقيا الأطلسية”، الذي يربط نيجيريا بالمغرب، ليشمل النيجر، في خطوة قد تُعيد رسم معادلات النفوذ الطاقي بالقارة وتعزل الجزائر عن أسواق حيوية في غرب إفريقيا.

الأنبوب، الذي يُعد من أكبر المشاريع الطاقية الطموحة بين إفريقيا وأوروبا، يبدو اليوم مرشحًا ليكتسب بعدًا جيوسياسيًا أعمق، في ظل تصاعد التوترات بين الجزائر ومالي، وتزايد توجه النيجر نحو إعادة تموقع استراتيجي يضعها في قلب محور الغاز الأطلسي بدل الارتباط بخط الجزائر الصحراوي.

ويرى مراقبون أن النيجر باتت ميالة أكثر للرهان على المحور المغربي-النيجيري، في ظل العراقيل المتزايدة التي تكتنف مشروع الجزائر العابر للصحراء، خاصة أمام تصاعد الأزمات الجيوسياسية في الساحل وتدهور ثقة العواصم الإفريقية في قدرة الجزائر على تأمين خطوط تصدير مستقرة ومستدامة.

هذا التحول، إن تأكد، من شأنه أن يُقوّض الطموحات الجزائرية للعب دور المعبر الأساسي للغاز الإفريقي نحو أوروبا، ويدفع بها إلى التموقع الحصري داخل فضائها المتوسطي، دون منفذ مباشر نحو الأسواق جنوب الصحراء. وهو ما وصفه تقرير المجلة بـ”العزلة الطاقية الاستراتيجية”.

في المقابل، يتحول مشروع الأنبوب المغربي إلى قاطرة طاقية وتنموية عابرة للحدود، قادرة على استقطاب دول داخلية غير ساحلية مثل النيجر، مالي، وبوركينا فاسو، مما يعزز مكانة المغرب كفاعل محوري في الربط الطاقي جنوب-شمال، ويفتح أمامه آفاقًا جديدة لبناء تحالفات إقليمية وازنة.

ويرى محللون أن الرباط لا تراهن فقط على الغاز كمورد طاقي، بل تستثمر فيه كأداة استراتيجية لإعادة تشكيل نفوذها في غرب إفريقيا، في لحظة فارقة تعرف فيها القارة تحولات متسارعة في موازين القوى وتوجهات الشراكة، خصوصًا في ميادين الطاقة والأمن.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق