الصحافة _ وكالات
مع ارتفاع درجات الحرارة وقرب حلول فصل الصيف، بدأت مخيمات المحتجزين في تندوف، التي تتحكم فيها جبهة “البوليساريو” الانفصالية، تواجه أزمة ماء وعطش، في ظل توترات أمنية، ما دفع قيادة الجبهة لمحاولة البحث عن حلول للأزمة.
وفي السياق ذاته، خرج القيادي في الجبهة الانفصالية أدة إبراهيم أحميم والذي تسميه “وزير المياه والبيئة”، أمس الأحد، للإعلان عن “تدشين أنبوب مياه”، مبشرا بقرب إطلاق شبكة أنابيب في المخيمات، وتشييد خزانات للمياه، من أجل تدارك النقص الحاصل في المياه، والذي يتفاقم مع حلول فصل الصيف.
وحسب القيادي في الجبهة الانفصالية، وعلى الرغم من إطلاق هذا الأنبوب الجديد، فإن الولوج للمياه ليس حرا ومتاحا للجميع، حيث تم إعطاء تعليمات، لوقوف عناصر الجبهة على “سير عملية توزيع المياه”، بحجة “ضمان استفادة الجميع والمساعدة في انتظام التزود في الوقت المناسب”.
تفاقم أزمة العطش داخل مخيمات “البوليساريو”، يأتي على مشارف بداية موسم الصيف من كل سنة بسبب قلة الموارد والارتفاع القياسي في درجات الحرارة، وكانت الجبهة الانفصالية قد وجهت العام الماضي، سكان المخيمات إلى الانتقال للاستقرار في ولاية تندوف الجزائرية.
تصدير الأزمة أو تسكينها بمشاريع ومبادرات مجهرية لا تحقق الحد الأدنى من احتياجات المحتجزين، سبق وعلق عليها منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي، والذي قال إنها تحيل من جديد على هشاشة “الدولة الصحراوية” وانعدام مقوماتها، وإن “جمهورية البوليساريو” تظهر متى كانت الظروف مناسبة وجيدة، وتختفي بمجرد تأزم الأوضاع، ونقص الدعم الجزائري، أو عدم القدرة على مواجهة الصعوبات القائمة.
ويرى المنتدى أن جبهة البوليساريو تلجأ دائما إلى التملص من المشكل، والظهور بصورة من يقدم الحلول، على الرغم من أنها حلول تعجيزية، ولا علاقة لها بالواقع، بدل البحث عن صيغ لتجاوز الوضع الراهن، وإنقاذ السكان من أزمة عطش قاتلة، ومساعدتهم بتزويدهم بالمياه، وسد الخصاص الحاصل.
وعانت المخيمات، خلال السنوات الأخيرة، عطشا غير مسبوق، حل مبكرا في فصل الشتاء، لكنه اليوم يتفاقم صيفا مع ارتفاع درجة الحرارة، وينذر بكارثة حقيقية، في ظل اختفاء معدات توزيع المياه، التي منحت للجبهة بدعم من منظمات الإغاثة.
المصدر: اليوم 24